اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تعد الأسود أكبر المفترسات البرية التي تصطاد في جماعات على وجه الكرة الأرضية، وتثير الرعب في قلوب معظم الحيوانات، لكن تجربة عملية كشفت أن أكثر الأصوات التي تثير رعب الحيوانات في الغابة بما فيها الأسود هو صوت البشر. ووفق ما نشره موقع 'ساينس أليرت'، فإنه في أكثر من 10 آلاف تسجيل لحياة برية في السافانا الإفريقية، أظهرت 95 بالمئة من الأنواع رعباً شديداً عند سماع صوت البشر.
الخوف المتأصل: الحيوانات لا تعتاد على الوجود البشري
بحسب بحث نُشر في مجلة 'كرينت بيولوجي' (Current Biology)، أكد عالم الأحياء المتخصص في الحفاظ على البيئة، مايكل كلينتشي، من جامعة ويسترن في كندا عام 2023، أن 'الخوف من البشر متجذر وعميق الانتشار'. وقال كلينتشي: 'هناك فكرة مفادها أن الحيوانات ستعتاد على البشر إذا لم يتم اصطيادها، لكننا أثبتنا أن هذا ليس صحيحاً'.
تجربة حديقة كروغر: مقارنة أصوات الصيد والزمجرة البشرية
في بحث آخر، قامت عالمة البيئة في جامعة ويسترن، ليانا زانيت، وزملاؤها بتشغيل مجموعة من الأصوات للحيوانات عند برك المياه في حديقة كروغر الوطنية الكبرى بجنوب إفريقيا، وسجلوا ردود أفعالها. وتضم هذه المنطقة المحمية أكبر تجمع متبق من الأسود (Panthera leo) في العالم، لذا فإن الثدييات الأخرى تدرك جيدًا الخطر الذي تمثله هذه الحيوانات المفترسة. وبث الباحثون أصوات محادثات بشرية بلغات محلية، منها التسونغا، والسوتو الشمالية، والإنجليزية، والأفريكانية، بالإضافة إلى أصوات الصيد البشري مثل نباح الكلاب وإطلاق النار. كما شغلوا أيضاً أصوات تواصل الأسود مع بعضها البعض.
النتائج الصادمة: الحيوانات تهرب من البشر ضعف ما تهرب من الأسود
قال كلينتشي إن الأهم هو أن تسجيلات الأسود كانت لأصواتها وهي 'تزمجر وتصدر أصواتاً غاضبة، كأنها في محادثة، لم تكن تزأر على بعضها البعض'، وبهذه الطريقة تصبح تسجيلات الأسود قابلة للمقارنة مباشرة مع البشر الذين يتحدثون بشكل عادي. وأظهرت التجارب أن ما يقرب من 19 نوعاً من الثدييات كانت أكثر ميلاً بمقدار الضعف لمغادرة برك المياه عند سماع أصوات بشرية مقارنة بأصوات الأسود أو حتى أصوات الصيد. وشملت هذه الثدييات وحيد القرن، والفيلة، والزرافات، والفهود، والضباع، والحمر الوحشية، والخنازير البرية، وبعضها يمثل خطراً بحد ذاته. وبحسب البحث، فقد كان سماع الأصوات البشرية تحديداً هو ما ألهم أعظم درجات الخوف، مما يشير إلى أن الحيوانات البرية تدرك أن البشر هم الخطر الحقيقي، بينما تعد الاضطرابات الأخرى، مثل نباح الكلاب، مجرد مؤشرات أقل خطورة.
الخوف المستمر يهدد بقاء الأنواع
أشار البحث إلى أنه ونظراً إلى مدى انتشار البشر في كل مكان، فإن الهروب منهم لا يكون سوى وضع مؤقت، ما يعني أن هذه الثدييات سيستمر خوفها في التجدد مراراً وتكراراً، ولن يكون ذلك جيداً للأنواع التي تعاني أصلاً من تراجع في أعدادها، بما في ذلك الزرافات. وتشير أبحاث الفريق السابقة إلى أن استمرار الخوف وحده يمكن أن يقلل من أعداد الحيوانات الفريسة عبر الأجيال. واختتم كلينتشي بالتأكيد على أن 'مجرد وجودنا في هذا المشهد الطبيعي يعد إشارة خطر كافية لتثير استجابة قوية لديهم. إنهم مرعوبون من البشر أكثر بكثير من أي مفترس آخر'.


























