مفاجأة طبية: شمع الأذن يكشف أسرار مرض خطير

متابعات- نبض السودان

في كشف علمي جديد، توصل باحثون إلى أن شمع الأذن قد يحمل بصمات كيميائية يمكن أن تنذر بالإصابة المبكرة بمرض الشلل الرعاش، المعروف أيضًا باسم مرض باركنسون، وهو ما قد يمثل نقطة تحول كبيرة في طرق التشخيص المبكر لهذا المرض العصبي المعقد

تغيّر رائحة الجسم يشير إلى تغيرات في الزهم

وأوضحت الدراسة، التي نُشرت عبر دورية 'Analytical Chemistry' ونقلها موقع 'Science Alert'، أن مرض باركنسون يؤثر على رائحة الجسم بشكل طفيف، ويرتبط هذا التغير بتغيرات تطرأ على الزهم، وهي المادة الزيتية الطبيعية التي ترطب الجلد والشعر

صعوبة فحص الزهم الخارجي تدفع للبحث داخل الأذن

لكن التحدي يكمن في أن الزهم الموجود على سطح الجلد يتأثر بالهواء والعوامل البيئية، مما يجعله أقل دقة في الفحوصات الطبية، ولهذا اتجه فريق بحثي من جامعة تشجيانغ الصينية إلى دراسة شمع الأذن، باعتباره بيئة مغلقة توفر حماية طبيعية للمركبات الكيميائية التي يحتويها

نموذج تشخيصي جديد يعتمد على المركبات العضوية

وفي ورقتهم العلمية، أشار الباحثون إلى أن 'التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع أمران أساسيان في مواجهة باركنسون، وتقترح الدراسة نموذجًا تشخيصيًا يركز على تحليل المركبات العضوية المتطايرة داخل إفرازات قناة الأذن'

المركبات العضوية تكشف التدهور العصبي

يرى العلماء أن هذه المركبات تتغير بفعل عمليات الالتهاب والإجهاد الخلوي والتدهور العصبي في الدماغ، ويعتقدون أن الأذن قد تكشف هذه التغيرات عبر إشارات كيميائية دقيقة يمكن قراءتها بالطرق المناسبة

اختبار علمي على أكثر من 200 شخص

وقام الفريق البحثي بجمع مسحات من قنوات الأذن لدى 209 مشاركين، منهم 108 أشخاص مصابون فعلًا بمرض باركنسون. وبمقارنة النتائج، ظهرت اختلافات واضحة في تركيبة شمع الأذن، وأبرزت التحاليل وجود أربع مركبات رئيسية مرتبطة بالمرض، وهي: إيثيل بنزين، 4-إيثيل تولوين، بنتانال، و2-بنتاديسيل-1 و3-ديوكسولان

أمل في تطوير اختبارات دقيقة وغير مكلفة

ويأمل العلماء في أن تُستخدم هذه المركبات لاحقًا كأساس لتطوير أدوات تشخيصية جديدة تعتمد على تحليل بسيط لشمع الأذن، لكنهم شددوا على ضرورة إعادة هذا التحليل على مجموعات أكبر ولفترات أطول للتحقق من فعاليته

الذكاء الاصطناعي يدعم نتائج الاختبار

كما قام الفريق باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتدريب نموذج على بيانات المركبات العضوية المتطايرة، وهو ما أدى إلى تطوير أداة تحليل تُعرف باسم 'نظام الذكاء الاصطناعي للشم (AIO)'، وحققت الأداة دقة بلغت 94.4% في تحديد المصابين بمرض باركنسون ضمن العينة التجريبية

مستقبل واعد لأجهزة التشخيص الطبية

وأكد الباحثون أن هذا النظام القائم على AIO يحمل إمكانات واعدة لاستخدامه في الأجهزة الطبية المستقبلية، الأمر الذي قد يفتح آفاقًا جديدة للعلاج المبكر وتحسين نتائج المرضى في المراحل الأولية

اختبار الأذن قد يغير طريقة تشخيص باركنسون

وتشمل طرق التشخيص التقليدية لمرض باركنسون تقييمات سريرية شاملة وفحوصات دقيقة للدماغ، لكن هذا البحث الجديد قد يؤدي إلى تطوير اختبار بسيط باستخدام مسحة من الأذن، يوفر الوقت والتكلفة، ويمنح فرصة لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة قبل تفاقم الأعراض

خطوات علمية قادمة لفحص شريحة أوسع

ومن جانبه، صرّح هاو دونغ، عالم الكيمياء الحيوية بجامعة نانجينغ، أن الخطوة التالية تتمثل في إجراء تجارب جديدة على مراحل مختلفة من المرض، وعلى عينات متنوعة عرقيًا وجغرافيًا، لضمان إمكانية تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع في المستقبل