كوشيب أمام ساعة الحسم.. دارفور تترقب الحكم الدولي

متابعات – نبض السودان

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أن الدائرة الابتدائية الأولى ستصدر حكمها النهائي في قضية علي محمد علي عبد الرحمن المعروف بـ”كوشيب” يوم 6 أكتوبر المقبل، لتضع حداً لمسار قضائي امتد أكثر من عامين. كوشيب يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور بين عامي 2003 و2004، تشمل القتل العمد، الاغتصاب، الترحيل القسري والتعذيب.

مسار محاكمة استثنائية

انطلقت جلسات المحاكمة في 5 أبريل 2022، حيث استمعت المحكمة لشهادات شهود الادعاء والدفاع، إضافة إلى استعراض الأدلة والمستندات. وفي ديسمبر 2024 عُقدت المرافعات الختامية التي مهدت لإصدار الحكم المرتقب. ويُذكر أن كوشيب سلّم نفسه طوعاً إلى سلطات أفريقيا الوسطى في يونيو 2020، بعد 13 عاماً من صدور مذكرة القبض بحقه.

لحظة فاصلة في العدالة الدولية

المحكمة أوضحت أن الحكم سيتلى علناً ويُبث مباشرة عبر موقعها الإلكتروني وفق المادة 74 من نظام روما الأساسي، مع إمكانية الاستئناف أمام دائرة الطعون. هذه المحاكمة تعتبر الأولى من نوعها في ملف دارفور أمام الجنائية الدولية، وتضع العدالة الدولية أمام اختبار حقيقي بشأن الجرائم المرتكبة في الإقليم.

تداعيات على السودان والعدالة الانتقالية

المراقبون يرون أن الحكم سيكون له وقع سياسي وقانوني واسع في السودان، خصوصاً في ظل النقاشات المتصاعدة حول العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية. فإدانة كوشيب قد تفتح الباب أمام ملفات أخرى مرتبطة بقيادات متهمة، بينما قد تثير البراءة جدلاً واسعاً حول مصداقية العدالة الدولية.

دارفور بين الجرح والانتظار

رغم مرور أكثر من عقدين على أحداث دارفور، ما زالت تداعياتها حاضرة في الذاكرة السودانية. ويرى ناشطون أن العدالة للضحايا تمثل خطوة أساسية على طريق المصالحة، في وقت يعيش فيه السودان حرباً جديدة تعيد إلى الأذهان مشاهد النزوح والانتهاكات