اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
اخبار السودان » السودان الان » ياسر عرمان ينتقد بيان الرباعية ويطالب بعملية سلام يقودها المدنيون في السودان
السودان الان • السودان عاجل
ياسر عرمان ينتقد بيان الرباعية ويطالب بعملية سلام يقودها المدنيون في السودان
تم النشر منذُ ساعة واحدةتعليقمصدر الخبر / الراكوبة نيوز
مصدر الخبر / الراكوبة نيوز
في موقف سياسي يعكس تصاعد التوتر بين القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي، وجهت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الديمقراطي الثوري بقيادة ياسر عرمان، انتقادات حادة إلى البيان الأخير الصادر عن المجموعة الرباعية بشأن الأزمة السودانية، معتبرة أنه تجاهل القوى الديمقراطية المدنية، وفشل في تقديم خارطة طريق قابلة للتنفيذ نحو سلام شامل ومستدام.
الحركة وصفت البيان بأنه يفتقر إلى أدوات واضحة وآليات متماسكة، رغم تضمينه جدولاً زمنياً، مشيرة إلى أن صياغته تمت دون أي مشاورات مع القوى المدنية الديمقراطية، في حين جرت اتصالات مباشرة مع الأطراف المتحاربة، وهو ما اعتبرته انحيازاً غير مبرر يضعف مصداقية أي عملية سياسية مستقبلية.
في بيانها، حذرت الحركة من أن الإشارات الغامضة إلى “القوى المدنية” قد تفتح الباب أمام عودة الإسلاميين وقادة الحرب إلى المشهد السياسي عبر قنوات غير مباشرة. وأكدت أن تصريحات سابقة صدرت عن بعض القوى المستقلة تستدعي التعامل معها بحذر، لأن تجاهل هذه الحساسية قد يؤدي إلى إعادة إنتاج الأزمة من جديد.
وأضافت أن خارطة الطريق المقترحة لا توضح كيف يمكن للشعب السوداني أن يتولى قيادة عملية السلام، أو كيف سيتم التنسيق مع المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان انتقال سياسي يحظى بشرعية شعبية واسعة، وهو ما يضعف فرص بناء سلام حقيقي يستند إلى إرادة الجماهير.
ورغم التحفظات، اعتبرت الحركة أن بيان الرباعية يمثل تحولاً نسبياً في الموقف الدولي، ويستجيب لبعض مطالب الجبهة المناهضة للحرب، خاصة فيما يتعلق بوقف القتال، ومعالجة الكارثة الإنسانية، وحماية المدنيين، والحفاظ على وحدة السودان، وإنهاء سيطرة الإسلاميين على مؤسسات الدولة، واستبعاد الأطراف المتحاربة من المرحلة الانتقالية، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي.
كما رحبت بالعقوبات المستهدفة التي طالت أفراداً وجماعات تدعم الحرب، معتبرة أنها أكثر عدالة من العقوبات الشاملة التي فُرضت سابقاً على السودان كدولة، ودعت إلى تطوير هذه الإجراءات بما يتماشى مع تعقيدات الوضع الراهن.
الحركة اقترحت عقد اجتماع تشاوري إلكتروني يضم كافة قوى الثورة ومنصاتها الفاعلة، إلى جانب المشاركين في مشاورات الجبهة العريضة، مثل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، وحزب البعث الأصيل، وغيرهم. كما دعت إلى اجتماع موسّع يضم خبراء الإغاثة والعاملين في المنظمات الإنسانية والمتطوعين، لوضع خطة عملية لمعالجة الكارثة الإنسانية، وإقرار وقف إطلاق نار إنساني، واستعادة الحياة المدنية، وتقليص الحيز العسكري لصالح المساحة المدنية.
وشددت الحركة على أهمية التواصل مع دول الجوار، والمجموعة الرباعية، والدول الأوروبية، والمنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب حشد السودانيين في الخارج، لا سيما في الولايات المتحدة، لدعم جهود السلام والمساعدة في بناء ضغط دولي فاعل يساند مطالب الشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.
وفيما يتعلق بالدعوة التي وجهها الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، والجامعة العربية، والأمم المتحدة لعقد اجتماع في أديس أبابا بين 6 و10 أكتوبر 2025، أعربت الحركة عن تحفظها على طريقة تصميم الاجتماع، وتحديد المشاركين، وجدول الأعمال، مؤكدة أن هذه الدعوة لا تستند إلى بيان الرباعية، بل إلى مخرجات قمة الجامعة العربية الأخيرة في بغداد، واجتماعات سابقة في فندق سلام روتانا بالخرطوم.
ودعت إلى إعادة النظر في هيكلية الاجتماع، وإجراء حوار شفاف مع القوى المدنية الديمقراطية، يشمل تصميم العملية السياسية، وتحديد المشاركين، وربطها بمعالجة الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين، باعتبارها المدخل الأساسي نحو سلام عادل وشامل.
وفي ختام بيانها، رسمت الحركة صورة قاتمة لانهيار المناطق الريفية في السودان، مشيرة إلى تفكك العلاقة العضوية بين الريف والمدينة، وتدهور القطاع الصحي، وانتشار الأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك. وأكدت أن المواطنين يموتون في صمت، بينما تُدمر المدن التاريخية مثل الفاشر، الأبيض، الخرطوم، مدني، وكادوقلي، إلى جانب تدمير البنية التحتية ومصادر المياه والكهرباء، وهي جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
الحركة دعت إلى كسر هذا الصمت المؤلم، وتصعيد مطلب وقف إطلاق نار إنساني عادل، باعتباره ضرورة أخلاقية وسياسية، تمهيداً لاستعادة الحياة المدنية وإنهاء المأساة المستمرة التي يعيشها السودان.