طوفان إنساني.. مئات الأسر تهرب من جحيم الفاشر

متابعات- نبض السودان

في تصاعد مأساوي للأزمة الإنسانية بولاية شمال دارفور، كشفت منظمة مناصرة ضحايا دارفور عن نزوح ما لا يقل عن 890 أسرة من مدينة الفاشر إلى مخيم أبوشوك خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية والمعيشية نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

نداء إنساني عاجل بشأن محلية طويلة

المنظمة أطلقت نداء إنسانيًا عاجلًا إلى كافة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، دعت فيه إلى التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، مشيرة إلى أن الأوضاع هناك وصلت إلى مستوى كارثي بسبب انعدام الماء والغذاء والخدمات الطبية، في وقت فرّ فيه أكثر من مليوني مدني من الفاشر ومخيماتها.

مخيم أبوشوك يستقبل مئات الأسر وسط معاناة قاسية

وأكد بيان المنظمة أن مخيم أبوشوك القريب من الفاشر استقبل من الأول وحتى السادس عشر من يونيو 2025 حوالي 890 أسرة نازحة تعيش في أوضاع إنسانية مأساوية، حيث ظهرت بينهم حالات سوء تغذية حادة، في وقتٍ لا تتوفر فيه الإمكانيات اللازمة لتوفير الحد الأدنى من الرعاية.

تفاقم النزوح بسبب الحصار المتواصل

وتشهد مدينة الفاشر موجات نزوح مستمرة منذ أشهر، مع تصاعد الضغط الأمني والمعيشي نتيجة الحصار المفروض من قوات الدعم السريع، الذي منع دخول السلع الغذائية والدوائية منذ العاشر من مايو 2024، مما أجبر السكان على الفرار بحثًا عن أدنى مقومات الحياة.

تسليم الأسلحة ومغادرة المستنفرين

في تطور ميداني خطير، كشفت مصادر عسكرية من الفاشر عن قيام أعداد كبيرة من المستنفرين الذين يقاتلون في صفوف الجيش بتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة مع أسرهم خلال الأسبوع الماضي، وذلك بسبب تأخر صرف الحوافز وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وقال مصدر عسكري لـ”دارفور24” مفضلاً حجب اسمه، إن هنالك امتعاضًا كبيرًا في صفوف المستنفرين، الذين يعيشون وأسرهم في ظروف مأساوية نتيجة انعدام السيولة النقدية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

الوالي يوجه تحذيرات ومناشدات

من جهته، دعا والي شمال دارفور الحافظ بخيت محمد، مواطني الفاشر إلى عدم الاستجابة لدعوات مغادرة المدينة، محذرًا من المخاطر الأمنية المحتملة في مناطق سيطرة الدعم السريع، بما في ذلك تجنيد الشباب قسريًا، واستخدام النساء والأطفال وكبار السن كدروع بشرية، وفقًا لتصريحاته.

مليار جنيه دعمًا لـ'التكايا'

في محاولة لتخفيف الأزمة المتصاعدة، أعلن الوالي عن تخصيص دعم عاجل بقيمة مليار جنيه سوداني لتوفير الطعام عبر “التكايا” المنتشرة في أحياء المدينة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل المرحلة الأولى من خطة إغاثة أوسع من المنتظر تنفيذها خلال الأيام المقبلة.

حصار السريع يُجبر المئات على الهروب من الموت

ويُواصل حصار الدعم السريع للفاشر منذ أكثر من عام في خنق الحياة بالمدينة، حيث حرم السكان من الدواء والغذاء وأدى إلى نزوح مئات الأسر يوميًا، في ظل غياب الاستجابة الإنسانية الكافية، ووسط مخاوف من كارثة وشيكة قد تطال الآلاف من المدنيين إذا لم يتم التدخل العاجل.