اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن الاتحاد الأوروبي في السودان عن فوز شبكة غرف الاستجابة للطوارئ، والمعروفة شعبيًا باسم 'غرف الطوارئ'، بجائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان لعام 2025، تكريمًا لجهودها الإنسانية المتواصلة في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد.
غرف الطوارئ.. انبثاق من الثورة وتحول إلى حراك إنساني
تعود نشأة 'غرف الطوارئ' إلى لجان المقاومة الشعبية التي تشكلت خلال ثورة ديسمبر المجيدة، والتي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. ومع تصاعد الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تحولت تلك المبادرات من كيانات مقاومة إلى شبكات دعم مجتمعي حيوية، تعمل على توفير الحد الأدنى من احتياجات المدنيين المحاصرين بالحرب.
في غياب الممرات الإنسانية.. برز دور غرف الطوارئ
مع تعثر إيصال المساعدات الدولية وانعدام الممرات الإنسانية الآمنة، نجحت غرف الطوارئ في ملء هذا الفراغ عبر تأمين الغذاء والدواء لآلاف المواطنين في مناطق النزاع، حيث أدت دورًا محوريًا في الاستجابة المحلية للأزمات، رغم ندرة الموارد وتهديدات مستمرة من القوى المتصارعة.
استمرارية رغم الملاحقة والتضييق
طوال عامين من الحرب، ظلت غرف الطوارئ حاضرة في المشهد الإنساني، تتحدى الملاحقات والتضييقات الأمنية التي طالتها من الطرفين المتقاتلين. ورغم ذلك، استمرت في أداء دورها الحيوي على الأرض، من خلال تنسيق الجهود المدنية والإغاثية، في بلد يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة.
آلية بديلة في زمن غياب المؤسسات
تحولت غرف الطوارئ إلى واحدة من أبرز آليات العمل الإنساني المحلي، حيث تمكنت من ملء الفراغ الذي خلفه توقف الدعم الدولي وتعطل المؤسسات الحكومية، لتصبح صوتًا وذراعًا عمليًا للمجتمعات المنكوبة، عبر توفير حلول آنية لاحتياجاتها الأساسية.
الجائزة الأوروبية.. اعتراف مستحق بالجهود المحلية
تُمنح جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان سنويًا لتكريم أفراد ومنظمات سودانية أسهمت في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وتشمل مجالاتها الدفاع عن حرية التعبير، وتمكين المرأة، ودعم سيادة القانون، ونصرة الفئات المهمشة.
وقد جاء اختيار غرف الطوارئ لعام 2025 تأكيدًا على ما قدمته من نموذج نادر في العمل الإنساني المدني، في بلد يرزح تحت وطأة حرب مدمرة.
ترشيح لنوبل السلام.. الاعتراف الدولي يتسع
لم تقتصر إشادة المجتمع الدولي بغرف الطوارئ على الاتحاد الأوروبي فقط، إذ أعلن معهد أوسلو لأبحاث السلام في النرويج عن ترشيحه لهذه الشبكة لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2024، تقديرًا لإسهامها الكبير في حماية المدنيين، واستمرارها في تقديم المساعدة الإنسانية في واحدة من أخطر مناطق النزاع في العالم.