مستشار ترامب يشعل غضب السودانيين بتغريدة عن الفاشر

متابعات- نبض السودان

أثار مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، موجة غضب عارمة بين الناشطين السودانيين، بعد نشره تغريدة عن مجزرة مسجد الفاشر التي راح ضحيتها أكثر من 75 مواطنًا أثناء صلاة الفجر، إثر قصف بطائرة مسيرة نفذتها مليشيا الدعم السريع.

إدانة أمريكية دون تسمية الجناة

في تغريدته، قال بولس: 'تدين الولايات المتحدة بشدة الهجوم المروع على المصلين الذين تجمعوا لأداء صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الفاشر شمال دارفور، والذي أودى بحياة أكثر من 75 شخصًا بشكل مأساوي'، مضيفًا أن هذا العمل العنيف ضد أفراد كانوا يمارسون عبادتهم بسلام يُعد تذكيرًا صارخًا بالحاجة الملحة للسلام والاستقرار في السودان، وأكد أن بلاده تلتزم بدعم جهود إنهاء العنف وحماية المدنيين وتعزيز السلام العادل والدائم. لكن اللافت أن بولس لم يُسمِّ الجهة المسؤولة عن الهجوم، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة متعمدة لتجاوز ذكر قوات الدعم السريع المتورطة في الجريمة.

انتقادات حادة من الناشطين السودانيين

الناشط السوداني محمد مصطفى جامع وجه رسالة مباشرة إلى بولس عبر حسابه قائلاً: 'إدانة مجزرة الفاشر مع رفض تسمية قوات الدعم السريع ليست دبلوماسية، بل تواطؤ. العالم يعلم أن هذه الميليشيا ذبحت المصلين، وأنها ممولة من حلفائكم الإماراتيين. كل صمت يغطي القتلة سيُخلّد التاريخ من قال الحقيقة ومن تستر على مجرمي الحرب'.

أما محمد بلال فكتب متسائلًا: 'مع كامل الاحترام لك يا سيد بولس، ما فائدة هذا البيان إن لم تُسمِّ قوات الدعم السريع التي ارتكبت هذا العمل الإرهابي؟ لماذا الهروب من الحقيقة الواضحة؟'.

أصوات تطالب بالوضوح والمساءلة

الناشط محمود حسن شدد على أن إدانة المجزرة بلا تسمية الجناة لا قيمة لها، مضيفًا: 'طائرات الإمارات المسيرة قصفت مسجدًا في الفاشر. لا يمكن إلقاء اللوم على مجهول، فالقاتل معروف ومكشوف أمام الجميع'.

من جانبه، أكد هيثم مكاوي أن 'السلام دون عدالة هو استسلام'، محذرًا من أن القبول بسياسة الإفلات من العقاب يرسخ الاستبداد ويحول أرواح البشر إلى أوراق مساومة سياسية. وسأل: 'متى ستُصنّف الولايات المتحدة قوات الدعم السريع منظمة إرهابية؟'.

خلفية الغضب الشعبي

تأتي هذه الانتقادات وسط حالة من الغضب الشعبي السوداني تجاه المجتمع الدولي، الذي يتهمه كثيرون بغض الطرف عن الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، خاصة بعد حصار مدينة الفاشر وارتكاب سلسلة من الجرائم الإنسانية خلال العامين الماضيين.