اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن قائد ثاني مليشيا الدعم السريع عبدالرحيم دقلو بشكل رسمي وواضح تبعية منطقة أبيي إلى دولة جنوب السودان، وذلك خلال اجتماع مهم عُقد في مدينة نيالا أمس، وضمّ إلى جانبه القيادي محمد حسن التعايشي وعدداً من القيادات العسكرية الميدانية التابعة لقبيلة الرزيقات، بهدف تقييم الوضعين العسكري والسياسي للمليشيا خلال المرحلة المقبلة في ظل التطورات الإقليمية والضغوط الدولية.
خلفيات القرار وتفاصيل الاجتماع المغلق
خلال الاجتماع، قال دقلو إنه وافق ضمنياً على تبعية منطقة أبيي لدولة جنوب السودان، مبرراً ذلك بالدور المركزي الذي لعبته حكومة جنوب السودان في دعم مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في عام 2023. وأوضح أن جنوب السودان فتح أراضيه وقدّم دعماً مباشراً ومستمراً، إضافة إلى دور مقاتلين من المنطقة في دعم التوسع العسكري للدعم السريع داخل غرب كردفان والمناطق المتاخمة.
توجيهات دقلو للقيادات الميدانية وتحشيد القبائل العربية
أصدر الاجتماع عدداً من التوجيهات المباشرة للقيادات العسكرية بالدعم السريع، في مقدمتها توسيع نطاق التحشيد وسط القبائل العربية، مع العمل على إبعاد القيادات غير المنتمية للقبائل العربية، بحجة أن ولاء تلك القيادات لقبائلها أكبر من التزامها بقضايا الإقليم أو أجندة المليشيا. وضُرب مثال بالصحفي إبراهيم بقال سراج، الذي اعتبره الاجتماع نموذجاً لقيادات غير منسجمة مع التوجه الجديد.
تقليص دور أبناء المسيرية وتعزيز نفوذ الرزيقات
خلص الاجتماع إلى ضرورة الإسراع في تقليص أدوار القيادات العسكرية الميدانية المنتمية لقبيلة المسيرية، واستبدالهم بقيادات من أبناء الرزيقات. وجاء هذا التوجه بناءً على قناعة قادة الاجتماع بأن المسيرية يصعب السيطرة عليهم، وأن سلوكهم العسكري قد يورط المليشيا بانتهاكات أدت سابقاً إلى إحراجات إقليمية ودولية. كما اعتبر الاجتماع أن مقاتلي جنوب السودان من أبناء منطقة أبيي أكثر انضباطاً وقدرة على تنفيذ المهام الموكلة لهم.
موقف حاد ضد عناصر المسيرية
طالب المجتمعون بضرورة الإبعاد الفوري لكافة عناصر قبيلة المسيرية العاملة ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع، بحجة أن اندفاعهم في العمليات العسكرية وتجاوزاتهم الميدانية أدّت إلى خسائر سياسية وإعلامية، خصوصاً في ظل تركيز المجتمع الدولي على الانتهاكات التي ترافق الحرب. وتم التأكيد على أن المرحلة المقبلة تتطلب انضباطاً أعلى وتنسيقاً مع الشركاء العسكريين من جنوب السودان.
التعايشي يتحدث عن أزمة القيادة والتحالف السياسي
وفي الجانب السياسي، قدّم محمد حسن التعايشي رؤية نقدية حادة حول ما وصفه بالخلل الواضح في تحالف تأسيس على المستوى القيادي، مشيراً إلى أن القيادات الحالية تجاوزها الزمن ولم تعد قادرة على التفاعل مع المتغيرات الإقليمية والدولية. وأوصى التعايشي بضرورة إجراء تغيير شامل في مستويات القيادة السياسية والإعلامية داخل الدعم السريع، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على المليشيا من دولة الإمارات التي تُعد الداعم الرئيسي لها.
ضغوط إقليمية وتحوّل في موازين التحالفات
أوضح التعايشي أن التحولات الإقليمية المتسارعة تفرض على قيادة الدعم السريع إعادة تقييم التحالفات القديمة، واستبدال القيادات التي لم تعد قادرة على استيعاب الخارطة الجديدة للضغط الدولي. وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب خطاباً سياسياً جديداً، وقيادات تمتلك القدرة على مخاطبة المجتمع الدولي وتبرير تحركات المليشيا وموقفها من النزاع في السودان


























