اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف متحدث رسمي باسم مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، يوم الأحد، عن تطورات صادمة داخل المعسكر الواقع قرب مدينة الفاشر، مؤكّدًا أن قوات الدعم السريع قامت بتسليم المخيم إلى مجموعات من المرتزقة الأجانب، وتحديدًا من دولة كولومبيا، في تطور خطير يعكس عمق الأزمة المتفاقمة في الإقليم.
فيديوهات تفضح التورط الأجنبي داخل دارفور
الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية على منصة 'فيسبوك' بثّت مقاطع فيديو توثّق وجود مقاتلين أجانب يُرجّح أنهم مرتزقة من كولومبيا، وهم يشاركون إلى جانب قوات الدعم السريع في المعارك التي اندلعت مؤخرًا بمدينة الفاشر، ولَقوا حتفهم في تلك المواجهات.
وأظهرت هذه المقاطع المصورة، والتي يُعتقد أنه تم العثور عليها ضمن هاتف أحد القتلى الأجانب، تجوّل المرتزقة داخل مخيم زمزم، وكذلك تواجدهم في محيط مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، وهو المطار الذي أعادت قوات الدعم السريع تشغيله مؤخّرًا لاستخدامه في الإمداد العسكري، وتهريب الذهب والماشية.
جريمة مزدوجة.. وتشريد الآلاف
المتحدث باسم المخيم، محمد خميس دودة، أصدر بيانًا أكد فيه أن سكان مخيم زمزم كانوا شهودًا على 'جريمة مزدوجة'، بدأت بتشريد النازحين في أبريل الماضي إثر هجوم واسع النطاق نفذته قوات الدعم السريع، وتواصلت لاحقًا عبر احتلال المخيم من قبل مرتزقة أجانب، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
وأضاف دودة: 'نشهد بأعيننا الآن انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، فالمجموعات الأجنبية تتجول بحرية بين أنقاض المنازل، وجثامين الضحايا ما تزال ملقاة في العراء دون دفن، في مشهد يدخل في إطار جرائم الحرب ويمثل جزءًا من مؤامرة مرعبة لمحو آثار مجزرة مروعة لم تنل أي اهتمام عالمي'.
إبادة منظمة وتغيير ديموغرافي ممنهج
تابع دودة تصريحاته متهمًا قوات الدعم السريع بتنفيذ حرب إبادة ضد المدنيين العزل تحت غطاء عمليات عسكرية مزعومة. وأضاف: 'كانوا يقولون إن هجماتهم موجهة ضد أهداف عسكرية تابعة للقوات المسلحة، ولكن الحقيقة باتت واضحة، إنها حرب تطهير عرقي يليها احتلال مباشر عبر أدوات مرتزقة مدفوعة الثمن'.
وحذّر المتحدث من أن ما يجري ليس مجرد حادث عابر بل مخطط متكامل لتغيير تركيبة السكان في دارفور عبر استخدام القوة والإرهاب والاحتلال، مؤكدًا أن صمت العالم هو تواطؤ غير مباشر في هذه الانتهاكات.
تحويل المعسكر إلى ثكنة عسكرية
في وقت سابق، كشفت مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع حوّلت مخيم زمزم إلى ثكنة عسكرية مكتظة بالجنود والآليات، وأشارت إلى وجود مدرعات إماراتية ومدافع هاوتزر استخدمتها المليشيا في قصف مدينة الفاشر، ما يعكس حجم التحصين العسكري الذي أُجري في المنطقة، بحسب سودان تربيون.
القوة المشتركة تؤكد مقتل مرتزقة كولومبيين
بدورها، أعلنت القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة عن مقتل عدد من المرتزقة الكولومبيين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع خلال مواجهات شرسة وقعت مؤخرًا في مدينة الفاشر، ما يعزّز من مصداقية المعلومات الواردة حول التورط الأجنبي في النزاع الدامي.
كارثة إنسانية.. نزوح شبه كامل من المخيم
المأساة الإنسانية بلغت ذروتها، إذ فرّ ما يقارب 499 ألف شخص، يمثلون 99% من سكان مخيم زمزم، من هجمات الدعم السريع العنيفة التي بدأت في 11 أبريل الماضي، وتمكّنت المليشيات خلال ثلاثة أيام فقط من السيطرة التامة على المخيم، في مشهد مأساوي يعكس انهيار الأمن وتوسع رقعة الانتهاكات.
المجتمع الدولي مطالب بالتحرك
وسط هذه التطورات، تتزايد الدعوات المحلية والدولية بضرورة تدخّل عاجل لوقف الجرائم في دارفور، وفتح تحقيق دولي شفاف ومستقل بشأن استخدام مرتزقة أجانب في النزاع السوداني، خاصة بعد توفّر الأدلة المادية من مقاطع الفيديو الميدانية وشهادات الناجين.