إقالة وزير الخارجية علي يوسف

متابعات – نبض السودان

كشفت مصادر موثوقة عن صدور قرار بإعفاء وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف أحمد الشريف من منصبه رسميًا، بعد أقل من أربعة أشهر فقط على تعيينه، وتكليف وكيل الوزارة السفير حسين الأمين بمهام الوزير بشكل مؤقت لحين صدور قرار تعيين جديد.

خلفية التعيين وتوقيت الإقالة

تم تعيين السفير علي يوسف في الرابع من نوفمبر 2024، خلفًا للسفير حسين عوض، ضمن حزمة تغييرات أجرتها الحكومة السودانية حينها في السلك الدبلوماسي. غير أن فترة وجوده في المنصب اتسمت بكثرة التصريحات الإعلامية والمقابلات التلفزيونية التي أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية، وأثارت موجة من الانتقادات الحادة تجاه أداء الوزارة وطريقة تعاملها مع الملفات الخارجية الحساسة.

سيرة حافلة في العمل الدبلوماسي

السفير علي يوسف أحمد الشريف يحمل درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الخرطوم عام 1972، بالإضافة إلى دكتوراه في القانون الدولي من جامعة تشارلس في براغ بجمهورية تشيكوسلوفاكيا عام 1988.

ويمتلك الشريف سجلًا دبلوماسيًا حافلًا يمتد لأربعة عقود، بدأها عام 1973 متنقلًا بين إدارات وزارة الخارجية السودانية في عدد من العواصم المهمة، مثل تونس، السعودية، اليمن، وكينيا، حيث اكتسب خلالها خبرات كبيرة في الشؤون الإقليمية والدولية.

محطات دبلوماسية بارزة

شغل الشريف منصب سفير السودان لدى الصين بين عامي 1993 و1998، ثم تم تعيينه سفيرًا لدى الاتحاد الأوروبي ومملكة بلجيكا في الفترة من 2001 وحتى 2006، ثم سفيرًا لدى جنوب إفريقيا من عام 2009 حتى 2013.

كما تقلد منصب المدير العام لوكالة السودان للأنباء (سونا) بين عامي 1999 و2001، حيث لعب دورًا مهمًا في تطوير أداء الوكالة الإعلامية الرسمية خلال تلك الفترة.

أدوار إدارية واستشارية

بعد خروجه من العمل الدبلوماسي الرسمي، عمل السفير علي يوسف مستشارًا لوالي الخرطوم في الفترة من 2013 إلى 2016، كما تولى منصب المدير التنفيذي لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية، ثم شغل لاحقًا منصب الأمين العام للرابطة، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى صدور قرار تعيينه وزيرًا للخارجية في أواخر عام 2024.

غموض حول أسباب الإقالة

ورغم أن قرار الإعفاء لم يصدر حتى الآن في بيان رسمي، إلا أن متابعين أشاروا إلى أن الجدل المتصاعد حول تصريحاته الإعلامية، وعدم وجود انسجام واضح بينه وبين أجهزة الدولة، ربما كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت الحكومة لاتخاذ هذه الخطوة المفاجئة.

الساحة الدبلوماسية السودانية على صفيح ساخن

تأتي إقالة وزير الخارجية في توقيت دقيق يشهد فيه السودان ضغوطًا خارجية متزايدة، وتصعيدًا في الملفات الإقليمية، من بينها الشكوى المقدمة ضد دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى تحديات ترتبط بإدارة العلاقات مع المحيطين العربي والدولي في ظل الأزمة المستمرة داخل البلاد.