اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يُعد التعرض لأشعة الشمس يوميًا من العادات التي تحمل فوائد صحية كبيرة، لكنها في الوقت ذاته قد تُشكل خطرًا على الجسم إذا لم تُمارس بشكل معتدل ومدروس. فالشمس تُعد المصدر الأساسي لتكوين فيتامين 'د' في الجسم، وهو الفيتامين المسؤول عن امتصاص الكالسيوم والفوسفور الضروريين لتقوية العظام، إضافة إلى دوره في تقليل الالتهابات، ومكافحة العدوى، وتحسين الحالة المزاجية. ومع ذلك، فإن موقع 'هيلث' الطبي حذّر من أن الإفراط في التعرض لأشعة الشمس قد يؤدي إلى أضرار جسيمة تشمل الإصابة بسرطان الجلد، وظهور التجاعيد المبكرة، وتلف خلايا البشرة.
فيتامين «د» وأهمية التعرض للشمس
يُسهم التعرض المنتظم لأشعة الشمس في تحفيز إنتاج فيتامين 'د'، الذي يُعد عنصرًا أساسيًا لصحة العظام والمناعة. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص يحتاجون إلى ما بين 5 و30 دقيقة من التعرض المباشر لأشعة الشمس مرتين أسبوعيًا على الأقل، خلال الفترة من العاشرة صباحًا حتى الرابعة مساءً، لتعزيز إنتاج هذا الفيتامين الحيوي. لكن الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية تحذر من تعريض البشرة للشمس دون استخدام واقٍ شمسي، مؤكدة أنه لا يوجد مستوى آمن تمامًا للتعرض لأشعة الشمس المباشرة.
مخاطر الإفراط في التعرض للشمس
رغم فوائدها، فإن الإفراط في التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يضعف دفاعات الجلد الطبيعية، ويؤدي إلى أضرار كبيرة مثل حروق الشمس، والشيخوخة المبكرة، والإصابة بسرطان الجلد. كما تُشير بعض الأبحاث إلى أن الأشعة فوق البنفسجية قد تُضعف الجهاز المناعي وتُقلل من قدرته على مقاومة العدوى. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية بالبقاء في الظل خلال ساعات الذروة لتقليل الأضرار، خاصة أن الأشعة يمكن أن تُحدث تلفًا في الجلد خلال 15 دقيقة فقط من التعرض.
العوامل المؤثرة على احتياجات الجسم من أشعة الشمس
تختلف حاجة الإنسان إلى ضوء الشمس من شخص لآخر وفقًا لعوامل متعددة، منها العمر، ولون البشرة، والموقع الجغرافي، ومستوى الميلانين في الجلد، وهو الصبغ المسؤول عن لون البشرة والشعر. فالأشخاص ذوو البشرة الداكنة يحتاجون وقتًا أطول للحصول على الكمية الكافية من فيتامين 'د'، بينما يكون أصحاب البشرة الفاتحة أكثر عرضة لأضرار الأشعة فوق البنفسجية، لذا يُنصحون بتقليل مدة التعرض المباشر للشمس.
الفوائد الصحية للتعرض المعتدل لأشعة الشمس
رغم المخاطر المحتملة، فإن التعرض المعتدل لأشعة الشمس يمكن أن يُحقق فوائد كبيرة على الصعيدين الجسدي والنفسي.
تحسين المزاج
تُظهر الدراسات أن قضاء وقت كافٍ تحت الضوء الطبيعي يُساعد على تحسين المزاج وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. وأثبتت الأبحاث التي أجريت على أكثر من 400 ألف شخص أن كل ساعة يقضيها الفرد في الهواء الطلق تُقلل احتمالات الإصابة بالاكتئاب طويل الأمد، كما تُحسن من الشعور العام بالسعادة وتقلل الاعتماد على مضادات الاكتئاب.
تنظيم النوم والساعة البيولوجية
يساعد التعرض لضوء الشمس على تنظيم إفراز الهرمونات المسؤولة عن دورة النوم والاستيقاظ في الجسم. ويُنصح بالتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر لتحسين جودة النوم ليلاً، إذ تؤكد الدراسات أن من يتعرضون للضوء الطبيعي في بداية يومهم يتمتعون بنوم أفضل وإنتاجية أعلى خلال ساعات العمل.
خفض ضغط الدم
أظهرت دراسات علمية أن التعرض المعتدل لأشعة الشمس يُسهم في خفض ضغط الدم، وذلك من خلال إفراز مركب 'أكسيد النيتريك' في الأوعية الدموية عند ملامسة الجلد لأشعة الشمس. وتُسهم هذه العملية في توسيع الأوعية الدموية وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
المساعدة في إنقاص الوزن
تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة محتملة بين التعرض لأشعة الشمس وفقدان الوزن، حيث تتقلص الخلايا الدهنية تحت الجلد عند تعرضها للضوء الشمسي. ويرى العلماء أن قلة التعرض للشمس في الشتاء أو في المناطق ذات الإضاءة الضعيفة قد تكون سببًا في زيادة الوزن لدى البعض.
التحذيرات الطبية وطرق الحماية
على الرغم من فوائد الشمس المتعددة، فإن قضاء وقت طويل تحتها دون حماية قد يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل ضربة الشمس والإجهاد الحراري والجفاف. لذا يُنصح باستخدام واقٍ شمسي مناسب، وارتداء الملابس الفاتحة والقبعات العريضة، وتجنب التعرض المباشر خلال أوقات الذروة، مع شرب كميات كافية من المياه للحفاظ على الترطيب.
التوازن هو الحل
في النهاية، يظل التوازن هو المفتاح للاستفادة من أشعة الشمس دون التعرض لمخاطرها. فكما أن قلة التعرض قد تسبب نقصًا في فيتامين 'د' وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فإن الإفراط فيها قد يؤدي إلى تلف الجلد ومضاعفات صحية خطيرة. لذا، يبقى من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد المدة المناسبة للتعرض للشمس وفقًا للحالة الصحية لكل فرد.