اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
كانت تلك الصورة القديمة، المتداولة هذه الأيام، تختزل في طياتها كل الإنجازات والمشاريع التي ارتبطت بالقيادي الاسطوري والتنفيذي الرمز محمد طاهر إيلا، صانع المدن ومفجر ثورة التغيير والتعميرفي البحرالأحمر والجزيرة، الصورة كانت ووالي البحر الأحمر حينها ينظر لساعة اليد ويرتدي الزي الشرقاوي، على موعد دوما مع الإنجازات بالتخطيط والانضباط والتنفيذ والمتابعة والمراجعة، الصورة تلك أبلغ من مئات المجلدات عن مدرسة إدارية متفردة لها أحباب ومريدين بالآلاف (المدرسة الايلاوية )..!
الانضباط في الزمن وفي جميع التفاصيل كان كلمة السر في مسيرة الراحل المقيم الدكتور محمد طاهر إيلا، وسفر الإنجازات لا حصر له، غير معالم المدينة الساحلية التي كانت تغرق في الظلام والإهمال، إلى وجهة سياحية عالمية تشمخ فيها الأبراج والبنايات العالية وتستقبل الرحلات البحرية والمهرجانات الفنية ويعج سوقها بالأجانب من جنسيات عربية واسيوية وأووربية، تنعم باستقرار أمني واجتماعي وازدهار اقتصادي؛ وحينما شن الجنجويد الحرب على بلادنا كانت بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة والقلعة الحصينة التي انطلقت منها جحافل التحرير إلى بقية أصقاع الوطن ..!
صورة أخري تختصر مسيرة إيلا الزاخرة بالانجازات فقد كان الراحل عملي في منهجه لا يعرف طق الحنك والجمل الإنشائية وحزلقات السياسيين، صورة موكب تشييعه الذي انطلق صباح اليوم من مطار بورتسودان الذي شيده وارسى دعائمه، مرورا بالشوارع التي رصفها وانارها؛ ومنها إلى الاستاد وما ادراك ما الاستاد الذي شهد مهرجانات السياحة والتسوق التي احتضنتها بورتسودان لأكثر من عشرة سنوات، وكان يفتتح في نوفمبر ويشهد جذب سياحي عالمي، وصولا إلى مقابر السكة حديد التي اعتنى بها الراحل وحشد لها دعم الخيرين لتوسعة وانارة وتجميل المقابر.. في جميع تلك المحطات والمرافق كانت البصمة الايلاوية حاضرة وباقية وأن رحل الجسد الفاني فهي مثل الأثر الطيب.. مدارس ومستشفيات قرى ومدن طرق ومرافق إستراتيجية تنبي عن تجربة لم تأت صدفة عابرة إنما مسنودة بتأهيل علمي وخبرات متراكمة وافق إدراي واسع.