اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلن بنك فيصل الإسلامي السوداني، في تنويه رسمي، عن عودة تطبيق “فوري” للعمل مجددًا بعد فترة طويلة من التوقف، صاحبها غضب واسع من قبل العملاء بسبب تعطل التحويلات المالية، وغياب البدائل التقنية، ما دفع كثيرين للبحث عن بنوك بديلة تقدم خدمات أكثر استقرارًا، وعلى رأسها بنك الخرطوم وبنك أمدرمان الوطني.
معاناة البنك بعد الحرب أثرت على بنيته وخدماته
ويُعد بنك فيصل من أكبر ثلاثة بنوك في السودان، لكنه تأثر بشدة منذ اندلاع الحرب، حيث فقد الكثير من أصوله ومدخراته، وتم تدمير مقره الرئيسي ونهب ملايين الدولارات، إضافة إلى سيارات وأصول حيوية. هذه الأضرار الكبيرة دفعت البنك إلى تنفيذ إجراءات تقشفية قاسية، أبرزها فصل عدد كبير من العاملين، فيما وُصفت بأنها 'أكبر مجزرة وظيفية' في تاريخه.
تحديثات أمنية وتحذيرات للمستخدمين
وفي محاولة لاستعادة ثقة العملاء، أوضح البنك أن عودة التطبيق جاءت بعد سلسلة من التحديثات الأمنية لضمان حماية بيانات المستخدمين، مؤكدًا أن التطبيق الآن يعمل بصورة طبيعية على أجهزة iOS، فيما يتطلب من مستخدمي Android تحديث التطبيق أو إعادة تحميله من المتجر لتفعيل التعديلات الجديدة.
وأكد البنك أن الإجراءات جاءت ضمن خطة لتعزيز الأمان السيبراني، معربًا عن اعتذاره عن الإزعاج الذي سببه توقف التطبيق، ومقدمًا الشكر للعملاء على ما وصفه بـ'ثقتهم الدائمة'، رغم المؤشرات الميدانية التي تكشف عن سخط متصاعد في أوساط العملاء.
العملاء غاضبون: لا خدمة عملاء ولا حماية كافية
لكن ردود فعل المستخدمين على بيان البنك جاءت قاسية، حيث انتقد العديد منهم استمرار تردي الخدمة، وغياب خدمة العملاء التي يفترض أن ترد على استفساراتهم وشكاواهم. وكتب أحدهم تعليقًا على منشور البنك: 'أسوأ بنك.. لا خدمة عملاء، ولا حلول لأي مشكلة، وإذا الحساب قفل تمشي بورتسودان بنفسك'.
وذهب آخرون إلى التشكيك في كفاءة التحديثات الأخيرة، مشيرين إلى استمرار ضعف كلمة المرور المستخدمة في التطبيق، ما يُعرض الحسابات للخطر، مطالبين إدارة البنك بمعالجة هذه الثغرة الأمنية فورًا.
مقارنة صعبة مع بنك الخرطوم.. وتراجع في ثقة السوق
وتأتي هذه الانتقادات في ظل تفوق واضح لبنك الخرطوم، الذي اعتُبر الملاذ الآمن للمواطنين خلال فترة الحرب، إذ استمر في تقديم خدماته دون انقطاع، معتمدًا على بنية رقمية متماسكة، مما عزز مكانته كأقوى بنك في السودان. ووسط هذا السياق، يرى كثير من المتابعين أن بنك فيصل بات في موقع لا يؤهله لمنافسة حقيقية، إلا إذا أجرى إصلاحات شاملة على بنيته التشغيلية والتقنية، وأعاد بناء ثقته مع عملائه من جديد.