اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تتغير أنشطة الدماغ بشكل ملحوظ عند مشاهدة مباريات كرة القدم، إذ تثير كل لحظة من لحظات الفوز أو الخسارة مناطق عصبية محددة مرتبطة بالمكافأة أو التأمل، مما يؤثر مباشرة على المشاعر والسلوكيات المحتملة للمشجعين.
تجربة تشيلية تكشف أسرار التفاعل العصبي للمشجعين
أجرى باحثون في تشيلي تجربة علمية على 60 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاماً، جميعهم من مشجعي ناديي 'كولو كولو' و'يونيفرسيداد دي تشيلي'، حيث تمت مراقبة تدفق الدم في أدمغتهم أثناء مشاهدة أبرز لقطات مباريات فرقهم المفضلة، بما في ذلك أهداف الفريق المنافس وأهداف فرق محايدة.
نشاط الدماغ يتبدل خلال ثوانٍ
وأظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أن نشاط الدماغ يتغير خلال ثوانٍ معدودة، فعند تسجيل الفريق المفضل هدفاً، تنشط منطقة المكافأة في الدماغ، مطلقة مواد كيميائية مثل الدوبامين، ما يخلق شعوراً بالمتعة والتحفيز.
أما عند خسارة الفريق، فتُحفّز 'شبكة التعقل' المسؤولة عن التفكير والتأمل، ما يساعد المشجع على فهم الحدث والتعامل مع آثار الهزيمة بطريقة عقلانية.
المشجع المتعصب وتأثير العاطفة
وأشار الباحث الرئيسي فرانسيسكو زامورانو مينديتا إلى أن النشاط العصبي يكون أعلى عند تسجيل أهداف ضد الفرق المنافسة المباشرة، وأن التأثير العصبي والعاطفي يكون أقوى لدى المشجعين المتعصبين الذين قد يظهرون سلوكاً مفرطاً في اللحظات الدرامية من المباراة.
الخسارة تضعف السيطرة المعرفية
وأضاف الباحث أن الخسارة قد تؤدي إلى تثبيط آليات التحكم المعرفي في الدماغ، من خلال تعطيل المحور الذي يربط الجهاز الحوفي المسؤول عن المشاعر بالقشرة الجبهية المسؤولة عن اتخاذ القرارات وتنظيم السلوك، وهو ما يزيد احتمالية الانخراط في سلوكيات عدوانية أو مدمرة بعد الخسارة.
كرة القدم كنموذج لفهم الهوية الاجتماعية
وأكد الباحثون أن دراسة أدمغة مشجعي كرة القدم تمثل نموذجاً موثوقاً لفهم الهوية الاجتماعية والتأثير العاطفي للتنافس الرياضي، مشيرين إلى أن هذه الآليات العصبية قد تمتد لتشمل صراعات أوسع نطاقاً، مثل النزاعات السياسية أو الطائفية، حيث تعمل نفس الدوائر العصبية المسؤولة عن الولاء والانتماء والتفاعل العاطفي.


























