اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي عبدالقادر الحصرية عن إصدار العملة السورية الجديدة بست فئات مختلفة ستكون جميعها خالية من الصور والرموز، في خطوة تهدف إلى جعلها أكثر وضوحًا وسهولة في التحقق منها، ومنسجمة مع الاتجاه العالمي نحو التصميم البسيط والمجرّد.
وأوضح الحصرية أن الفئات الجديدة ستغطي نطاقًا واسعًا من الاحتياجات اليومية للتداول النقدي، حيث تشمل فئات صغيرة ومتوسطة وكبيرة لضمان سهولة التعامل في الأسواق المحلية وتحسين كفاءة الدورة النقدية في البلاد.
تفاصيل فنية وأمنية قبل الإصدار الرسمي
أكد حاكم المصرف أن التفاصيل الكاملة لكل فئة من حيث القيمة والحجم والعناصر التصميمية سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب بعد استكمال جميع الإجراءات الفنية والأمنية الخاصة بالطباعة والإصدار. وأشار إلى أن مصرف سوريا المركزي يتعامل بدقة مع هذه الخطوة لضمان جودة الطباعة وسلامة الإجراءات بما يتماشى مع المعايير النقدية الدولية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية 'سانا'.
تصميم نظيف يرمز للشفافية
وفي توضيحه لمفهوم التصميم الجديد، قال الحصرية إن الابتعاد عن استخدام الرموز أو صور الأشخاص والمعالم التاريخية في تصميم العملة يأتي في إطار توجه حديث يعزز من البساطة والوضوح البصري. وأضاف أن التصميم النظيف والمجرد يهدف إلى التركيز على هوية العملة الرقمية والعملية، بما يجعلها أكثر تماشيًا مع التوجهات العالمية نحو الشفافية والثقة في النظام النقدي، مؤكدًا أن العملة الجديدة لن تكون مجرد أرقام مطبوعة، بل ستعبر عن هوية وطنية معاصرة تمثل الحداثة والاستقرار الاقتصادي.
إجراءات لضبط السوق واستقرار الأسعار
وأشار الحصرية إلى أن إطلاق العملة الجديدة سيترافق مع إجراءات مدروسة من قبل المصرف المركزي لضبط السيولة والحفاظ على استقرار الأسعار. وتشمل هذه الإجراءات مراقبة الأسواق النقدية وتنظيم حركة الكتلة النقدية المتداولة وتفعيل أدوات السياسة النقدية للحد من أي مضاربات أو تضخم محتمل قد ينتج عن ضخ الفئات الجديدة في السوق.
حل لأزمة نقص السيولة
أوضح حاكم المصرف أن أحد الأهداف الرئيسية لإطلاق العملة الجديدة هو معالجة مشكلة نقص السيولة التي تعاني منها الأسواق السورية في الوقت الحالي. وسيتم ذلك من خلال استبدال الأوراق التالفة بأخرى جديدة ذات جودة أعلى وقدرة أكبر على التحمل. وأكد أن هذا التحديث لن يؤدي إلى زيادة فعلية في حجم الكتلة النقدية، بل إلى تحسين نوعيتها وانسيابها داخل النظام المالي، مشددًا على أن الهدف الأساسي هو التحديث وليس التوسع النقدي.
تعزيز الثقة بالعملة الوطنية
وشدد الحصرية على أن الخطوة الجديدة تمثل نقلة نوعية في تحديث النظام النقدي السوري وتعزيز الثقة بالعملة المحلية. فالمظهر العصري للفئات الجديدة سيمنح الليرة السورية حضورًا أقوى في التعاملات التجارية والمالية، ويساهم في رفع مستوى الثقة بسياسات المصرف المركزي. كما أوضح أن هذه الخطوة ستساعد على تقليل تكاليف الطباعة المستقبلية، وتحسين كفاءة إدارة النقد المتداول، بما يعود بالنفع على النشاط الاقتصادي العام.
استقرار سعر الصرف وتحفيز الاقتصاد
من المتوقع أن تسهم الفئات الجديدة في تحسين استقرار سعر صرف الليرة السورية على المدى المتوسط، من خلال رفع الثقة في السياسة النقدية والحد من التعامل بالأوراق التالفة أو المزورة. كما أن ضخ أوراق جديدة ذات جودة عالية سيساعد في تسهيل المعاملات التجارية اليومية ويعزز النشاط الاقتصادي عبر تحسين السيولة المتاحة في الأسواق.
نحو نظام نقدي أكثر تطورًا
تأتي هذه الخطوة في سياق مساعي الحكومة السورية لتحديث بنيتها النقدية وتحقيق استقرار مالي أكبر في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة. وبحسب ما أعلنه المصرف المركزي، فإن الإصدار الجديد سيشكل ركيزة أساسية ضمن خطة شاملة لإصلاح النظام المالي وتعزيز كفاءة السياسات النقدية بما يتوافق مع التوجهات الاقتصادية الحديثة في العالم.