اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
مع تصاعد التهديدات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة، من اختراقات الطائرات الروسية إلى تجسس المناطيد الصينية، ومن الهجمات السيبرانية إلى شبح الحرب النووية، يبقى أكثر المراكز العسكرية الأميركية تحصينًا مستعدًا على الدوام، عميقًا داخل أحد جبال كولورادو. هذا المخبأ الذي يصفه قادة الجيش بأنه 'خط الدفاع الأخير'، يعود بناؤه إلى عام 1966، وما يزال حتى اليوم أحد أكثر المواقع العسكرية سرية.
زيارة نادرة تكشف الأسرار
في خطوة غير مسبوقة، سمحت السلطات الأميركية لشبكة 'نيوز نيشن' بزيارة حصرية للمجمع الجوفي السري، حيث رافق فريقها عدد من الضباط عبر نفق الجبل وصولًا إلى أبواب فولاذية مضادة للانفجارات بسمك 3 أقدام، مرورًا بعدة نقاط تفتيش محكمة. الجولة داخل المنشأة أكدت أنها ليست مجرد ملجأ، بل مدينة متكاملة تعمل كخطط بديلة لحماية الولايات المتحدة من أخطر السيناريوهات.
قوة تحصين غير مسبوقة
وفقًا لتصريحات العسكريين، صُمم المخبأ ليتحمل انفجارًا نوويًا بقوة عدة ميغاطنات، أي أقوى من قنبلة هيروشيما بألف مرة، وحتى على بُعد ميل ونصف فقط من مركز الانفجار. ولتعزيز قدرته الدفاعية، جرى تثبيت المجمع على نوابض عملاقة تمتص الصدمات، بما فيها تأثير النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عن أي هجوم نووي محتمل.
مدينة تحت الأرض
المنشأة ليست مجرد ملجأ عسكري، بل تضم محطة توليد كهرباء خاصة، وأنظمة تدفئة وتبريد، وبحيرات جوفية لتوفير المياه. أما الإمدادات الغذائية فهي تكفي لفترات طويلة جدًا، مع بقاء تفاصيلها سرية. وتوجد داخلها أيضًا مرافق لدعم طواقم العمل، من بينها مطعم 'صب واي' الشهير، لتوفير كل ما يضمن استمرار الحياة الطبيعية للعاملين حتى في أصعب الظروف.
قيادة مشتركة لحماية أميركا
يشرف على العمليات داخل هذا المقر الجنرال غريغوري غيو، قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد). وهو المسؤول عن تنسيق الدفاع ضد التهديدات الجوية والنووية، إضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات والتجسس السيبراني. من هذا المركز تحت الأرض، يدير القادة الأميركيون والكنديون معًا أنشطة الحماية المشتركة.
تحصين ضد كل أنواع الحروب
المجمع مصمم لمواجهة الهجمات النووية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية، إلى جانب التهديدات الإرهابية والهجمات السيبرانية. ويُنظر إليه على أنه الملاذ الأخير في حال انهيار البنية التحتية العسكرية أو المدنية فوق سطح الأرض، حيث يظل قادرًا على إدارة المعركة حتى تحت وابل القنابل النووية.
سرية مشددة رغم الانفتاح المحدود
ورغم أن الجولة الإعلامية الأخيرة قدمت لمحة نادرة للمدنيين، إلا أن التفاصيل الجوهرية ما زالت طي الكتمان، خصوصًا ما يتعلق بعدد الطواقم، طول فترات البقاء، ونظم الاتصال في حال انقطاع الشبكات الخارجية. وهو ما يعكس الأهمية القصوى لهذا الحصن الحديدي الذي لا يُهزم.