صور صادمة تكشف حجم الدمار بجامعة أفريقيا العالمية.. والبرهان يتحرك

متابعات- نبض السودان

في مشهد يعكس حجم المأساة التي تعرضت لها مؤسسات التعليم العالي في السودان جراء الحرب، أجرت عضو مجلس السيادة الانتقالي ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة أفريقيا العالمية، د. سلمى عبدالجبار المبارك، زيارة ميدانية إلى مباني الجامعة بمدينة بورتسودان، لتفقد حجم الدمار والتخريب الذي طال منشآتها ومعداتها بسبب الاستهداف المباشر من قبل المليشيا المتمردة.

ورافق د. سلمى في زيارتها مدير الجامعة، بروفيسور حاتم عثمان محمد، حيث وقفا ميدانيًا على الخسائر الكبيرة التي طالت البنية التحتية للمؤسسة الأكاديمية العريقة.

البرهان يؤكد دعمه لعودة الجامعة إلى موقعها الريادي

أكدت عضو مجلس السيادة الانتقالي حرص رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على أن تعود جامعة أفريقيا العالمية إلى أداء رسالتها التنويرية والتعليمية، مشيرة إلى اهتمام القيادة السياسية بدعم قطاع التعليم العالي، وخاصة المؤسسات ذات البعد الإقليمي والدولي كجامعة أفريقيا العالمية.

وشددت د. سلمى على ضرورة دعم برنامج إعادة التأهيل والتعمير الذي تتبناه الجامعة، من أجل تجاوز آثار التدمير وخلق بيئة تعليمية متكاملة تليق برسالة الجامعة ودورها المحوري في خدمة شعوب المنطقة.

الجامعة تحتاج إلى تدخلات عاجلة وصيانة شاملة

وأوضحت نائب رئيس مجلس الأمناء أن الوضع الماثل يتطلب تدخلات عاجلة، نظرًا لحجم الأضرار التي لحقت بعدد من المباني والكليات والمرافق الحيوية داخل الجامعة، ما يستدعي ترميمًا سريعًا لبعض المنشآت، إلى جانب العمل على إنشاء مبانٍ جديدة لتعويض ما تم فقدانه.

وأكدت أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ خطة متكاملة لإعادة بناء ما دُمر، بالتنسيق مع الجهات المختصة وأعضاء مجلس الأمناء، سعياً إلى عودة الجامعة إلى سابق عهدها من التميز والريادة.

شكر خاص لرئيس مجلس الأمناء وأعضاء المجلس

وقدمت د. سلمى عبدالجبار المبارك شكرها العميق لرئيس مجلس الأمناء، د. عبدالرحمن الزيد، على جهوده الحثيثة في دعم الجامعة، إلى جانب أعضاء المجلس الذين يواصلون العطاء في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وأشادت بالتماسك المؤسسي للجامعة، والروح العالية التي يتمتع بها الطاقم الإداري والأكاديمي في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب.

خطة لاستئناف الدراسة مطلع العام المقبل

من جهته، كشف مدير جامعة أفريقيا العالمية، بروفيسور حاتم عثمان محمد، عن خطة الجامعة لاستئناف الدراسة في منتصف يناير من العام 2026، مشيرًا إلى أن هذه العودة مرهونة باستكمال أعمال الصيانة الضرورية وتأهيل المرافق التعليمية والخدمية.

ولفت إلى أن الجامعة فقدت الكثير من أجهزتها ومعداتها بسبب الاستهداف المباشر، لكن العزيمة والإرادة القوية لدى إدارتها وكوادرها، كفيلة بإعادة بناء ما تهدّم.

الإرادة تصنع المعجزات

وأكد بروفيسور حاتم عثمان أن الجامعة ستعود كما كانت، شامخة وقوية، رغم التحديات، مضيفًا أن الإرادة الجماعية وتضافر الجهود من قبل مجلس الأمناء والحكومة والمجتمع الأكاديمي تمثل الركيزة الأساسية لإعادة إحياء الجامعة وعودتها إلى أداء دورها كمركز إشعاع علمي وثقافي في القارة السمراء.

وأوضح أن الجامعة تعمل على تنفيذ خطة مرنة تعالج الأضرار وفق الأولويات، مع التركيز على صيانة الكليات والمرافق الحيوية التي ستُستخدم مباشرة بعد استئناف الدراسة.

جامعة أفريقيا العالمية.. عنوان للثبات الأكاديمي رغم العواصف

وتُعد جامعة أفريقيا العالمية من المؤسسات الأكاديمية التي حافظت على موقعها الإقليمي والدولي رغم الأزمات المتلاحقة في السودان، وتمثل وجهة تعليمية بارزة للطلاب من مختلف دول القارة والعالم الإسلامي، وتحرص على تقديم رسالة تعليمية قائمة على التعايش والسلام والتكامل المعرفي والثقافي.

وتأتي زيارة عضو مجلس السيادة في توقيت بالغ الأهمية، يؤكد التزام الدولة بدعم قطاع التعليم العالي، وضرورة حماية المؤسسات الأكاديمية من تبعات الحرب وآثارها المدمرة.