اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
__________________________
* تأتي زيارة مدير جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أحمد إبراهيم مفضل إلى العاصمة الصومالية مقديشو، برفقة مدير هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق محمد علي صبير، في توقيت لافت وبمضامين متعددة، تعكس إدراك الخرطوم و مقديشو على حد سواء أن التحديات الأمنية والإستراتيجية لم تعد تخص بلداً بعينه، بل ترتبط بمجمل أوضاع القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر.
* الزيارة تجري في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه الصومال من حركة الشباب، وما تفرضه هذه التحديات على دول الإقليم كافة.
* بالنسبة للخرطوم، فإن تعزيز التنسيق الاستخباري مع مقديشو يرسل إشارة بأنها منفتحة على شراكات جديدة وفاعلة في محيطها المباشر.
* كما أن التوقيت يعكس رغبة السودان في تثبيت موقعه كلاعب مسؤول، برغم ظروفه الداخلية المعقدة.
* مشاركة مدير هيئة الاستخبارات العسكرية محمد علي صبير تؤكد أن التنسيق لا يقتصر على الجانب الأمني الاستخباري ، بل يمتد إلى البعد العسكري الإستراتيجي، بما يعزز فكرة المقاربة الشاملة للأمن القومي السوداني والإقليمي.
* المباحثات في مقديشو تعكس وعياً متبادلاً بأن استقرار القرن الإفريقي يتطلب جبهة أمنية موحدة لمواجهة الإرهاب، القرصنة، والجريمة المنظمة.
* السودان والصومال دولتان مطلتان على البحر الأحمر وخليج عدن، وعضوان فاعلان في مجلس الدول الثمانية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، ما يجعل تعاونهما في هذه المرحلة جزءاً من معادلة أوسع لحماية أمن الممرات البحرية الدولية.
* أمن البحر الأحمر لا ينفصل عن تطورات القرن الإفريقي، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية (الخليجية، التركية، الإيرانية، الغربية) على هذه المنطقة الحساسة.
* التعاون السوداني – الصومالي يمكن أن يسهم في بلورة رؤية إقليمية جماعية تقلل من التدخلات الخارجية وتعيد زمام المبادرة إلى الدول المطلة.
* الرسالة الأهم أن السودان، رغم أزمته الداخلية، يسعى لإثبات قدرته على المساهمة في معادلات الأمن الإقليمي، لا سيما في البحر الأحمر الذي يشكل شرياناً استراتيجياً للتجارة والطاقة العالمية.
_خلاصــة الــقـول ومنتهـًاه_
* زيارة مقديشو تحمل في طياتها أكثر من رسالة مزدوجة: فهي موجهة داخلياً لتأكيد حيوية أجهزة الأمن السودانية وقدرتها على التحرك خارجياً، وموجهة إقليمياً لتأكيد أن السودان والصومال، بصفتهما عضوين في مجلس البحر الأحمر وخليج عدن، يضعان أمن القرن الإفريقي والممرات البحرية في صدارة اهتماماتهما.
* الرسالة الجوهرية هنا أن الخرطوم لم تغب عن المشهد الإقليمي، بل تسعى لأن تكون جزءاً من الحلول لا جزءاً من الأزمات.