أرقام مرعبة من قلب المستشفيات.. الكوليرا تحاصر العاصمة

الخرطوم- نبض السودان

كشفت لجنة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، في تقريرها اليومي الصادر اليوم السبت الموافق 25 مايو 2025، عن تطورات الوضع الوبائي لمرض الإسهال المائي الحاد (الكوليرا)، معلنة عن سلسلة من التدخلات الوقائية والعلاجية العاجلة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل محلية أم درمان الكبرى.

تطهير 434 منزلاً وتوزيع 1089 ملجم من الكلور لتعقيم مياه الشرب

أوضحت وزارة الصحة أن التدخلات شملت تطهير 434 منزلاً بشكل مباشر، وتوزيع 1089 ملجم من مادة الكلور لتعقيم مصادر مياه الشرب، بهدف الحد من انتقال البكتيريا المسببة للمرض عبر المياه الملوثة.

كما تم تنفيذ أنشطة توعوية مكثفة استفاد منها 1736 شخصًا، وتركزت الجهود على تعزيز مفاهيم الصحة الوقائية، خاصة في أوساط السكان بمناطق الانتشار المرتفع، وذلك من خلال فرق توعية طبية واجتماعية.

مراكز العزل خالية من الوفيات واستقبال 13 حالة جديدة في العيادات الميدانية

أكد التقرير أن مراكز العزل الرئيسية في مستشفيات البلك، أم درمان، صالحة القيعة، وهجيلجية، لم تسجل أي حالات وفاة خلال الساعات الماضية، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على فاعلية التدخلات الطبية.

وأشار إلى أن العيادات الميدانية استقبلت 13 حالة جديدة، وتم التعامل معها وفق بروتوكولات العلاج المعتمدة، ما يشير إلى استمرار نشاط الفيروس لكن ضمن نطاق يمكن احتواؤه.

تسجيل 45 حالة إصابة جديدة في يوم واحد

في المقابل، كشفت فرق الاستجابة السريعة عن تسجيل 45 حالة إصابة جديدة بالكوليرا خلال يوم أمس فقط، ما يعكس استمرار الحاجة إلى تعزيز الاستجابة المجتمعية والطبية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان أو ذات البنية التحتية الضعيفة.

800 حالة تتلقى العلاج و218 متعافيًا غادروا المستشفيات

وفقًا لتقرير غرف العزل بالمستشفيات، فإن هناك 800 حالة إصابة تتلقى العلاج حاليًا داخل المؤسسات الصحية، بينها 206 حالة تم تنويمها في 13 مستشفى موزعة في ولاية الخرطوم.

وفي الجانب الإيجابي، أشار التقرير إلى تعافي 218 شخصًا من المرض وخروجهم من المستشفيات بعد استكمال العلاج، وهو ما يعزز التفاؤل بفعالية التدخلات وارتفاع نسب الشفاء.

الصحة تناشد المواطنين باتباع إجراءات السلامة

وجددت وزارة الصحة بولاية الخرطوم مناشدتها للسكان بضرورة شرب المياه المعالجة بالكلور والحرص على غسل الأيدي جيدًا خاصة بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، بالإضافة إلى ضمان سلامة الأغذية خلال التحضير والتخزين، باعتبارها من الإجراءات الأساسية للحد من انتشار الوباء.

وشددت الوزارة على أن الاستجابة المجتمعية وتعاون المواطنين مع الإرشادات الصحية يشكلان حجر الزاوية في كسر سلسلة انتقال العدوى والسيطرة على التفشي.