لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
تعد الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، حيث تقوم بدور حيوي في تنظيم عدة وظائف داخل الجسم من خلال إفراز هرمونات تتحكم في معدل الأيض ومستوى الطاقة.
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق على شكل فراشة، وتشارك في العمليات الأساسية التي تؤثر على الوزن، درجة الحرارة، الوظائف العقلية، ونمو الجسم.
في هذا التقرير، نستعرض معكم مشاكل الغدة الدرقية وأعراضها، بالإضافة إلى طرق الفحص المنزلي على وجه الخصوص لاكتشاف الإصابة مبكرا، وكذلك طرق العلاج وآثارها المحتملة على صحة الجسم.
ما هي الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية عبارة عن عضو صغير يبلغ طولها حوالي 5 سنتيمترات، وتتألف من فصين متصلين. تعمل هذه الغدة على إنتاج هرمونات أساسية تعرف باسم الثيروكسين (T4) وثلاثي اليودوثيرونين (T3)، وهذان الهرمونان يلعبان دورا أساسيا في التحكم في عمليات الأيض.
بالإضافة إلى ذلك، تنظم الغدة الدرقية مستوى الكالسيوم في الجسم عبر إفراز هرمون كالسيتونين. لذلك، فإن أي اختلال في وظيفة الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
ما هي المشاكل التي تسببها الغدة الدرقية؟
تسبب الغدة الدرقية نوعين رئيسيين من المشاكل: فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور نشاط الغدة الدرقية. كل نوع يحمل مجموعة من الأعراض والتأثيرات المختلفة:
فرط نشاط الغدة الدرقية
فرط نشاط الغدة الدرقية يحدث عندما تنتج الغدة كمية أكبر من اللازم من هرمونات T3 وT4. تشمل أعراضه سرعة دقات القلب، فقدان الوزن غير المبرر، العصبية، وتعرق زائد.
وفقا لدراسات كثيرة، حوالي 1-2% من سكان العالم يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية، وغالبا ما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
قصور نشاط الغدة الدرقية
قصور النشاط يحدث عندما تنخفض مستويات إنتاج الهرمونات في الغدة الدرقية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، الشحوب، تساقط الشعر، والإرهاق المستمر. أشارت الدراسات إلى أن القصور في وظائف الغدة يصيب حوالي 5% من سكان العالم، وهو أكثر شيوعا بين كبار السن.
كيف تعرف أنك مصاب بالغدة الدرقية؟
يمكن أن يظهر مرض الغدة الدرقية بمجموعة من الأعراض التي قد تكون شائعة بين العديد من الأمراض الأخرى، مما يجعل التشخيص أحيانا أكثر تحديا. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أعراض الغدة الدرقية التي يجب الانتباه إليها:
الأعراض الجسدية
من أبرز العلامات التي تشير إلى وجود مشاكل في الغدة الدرقية هي ظهور تورم أو تضخم ملحوظ في العنق. يُعرف هذا التورم باسم 'الدُراق'، وهو دليل على اضطرابات في الغدة. كما يمكن أن يظهر تغير واضح في الوزن أو تغير في درجة تحمل حرارة البيئة.
الأعراض النفسية
تؤثر الغدة الدرقية أيضا على الحالة النفسية. إذ يلاحظ أن فرط نشاط الغدة يسبب التوتر والعصبية المستمرة، بينما يؤدي قصور النشاط إلى الاكتئاب والخمول. دراسة أجريت في إحدى الجامعات الأمريكية أظهرت أن 30% من مرضى الغدة يعانون من أعراض نفسية مصاحبة.
الأعراض المتعلقة بالأيض
يمكن أن تؤثر اضطرابات الغدة بشكل مباشر على معدل الأيض، مما يجعلك تشعر إما بالنشاط المفرط أو بالخمول. إذا كنت تواجه مشاكل مفاجئة في الهضم أو تغير في مستويات الطاقة، فقد تكون الغدة الدرقية هي السبب.
كيف تفحص الغدة الدرقية في المنزل؟
بينما لا يمكن الاعتماد على الفحص الذاتي لتشخيص نهائي، هناك بعض الطرق البسيطة لملاحظة علامات الغدة الدرقية. يتمثل أحد أشهر الأساليب في فحص العنق:
قف أمام المرآة وانظر إلى منطقة العنق بحثا عن أي تورم ملحوظ.
قم ببلع الماء ولاحظ أي حركة غير طبيعية في منطقة الغدة.
إذا لاحظت أي تضخم أو تغير، يجب استشارة الطبيب فورا لإجراء الفحوصات اللازمة.
بالإضافة لذلك، يمكن الاستماع إلى أعراض جسدية مثل تغيرات الوزن أو تساقط الشعر دون أسباب معروفة، أو مشاكل في النوم.
ما هي أعراض مرض الغدة الدرقية؟
أعراض الغدة الدرقية تعتمد بشكل كبير على نوع المشكلة التي تواجهها الجدة، ووظائفها.
أعراض فرط نشاط الغدة
إحساس مستمر بالتوتر أو العصبية.
فقدان الوزن السريع.
زيادة معدل ضربات القلب.
الرغبة المفرطة في تناول الطعام مع عدم زيادة في الوزن.
أعراض قصور الغدة
الإرهاق والتعب المستمر.
زيادة في الوزن دون أسباب واضحة.
انخفاض درجة حرارة الجسم، أو الشعور المستمر بالبرد.
تأخر النمو العقلي عند الأطفال المصابين.
تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 60% من مرضى الغدة الدرقية لا يدركون إصابتهم بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى.
علاج الغدة الدرقية
يتم علاج مرض الغدة الدرقية بناء على نوع المشكلة ومدى تقدم الحالة. تتراوح طرق العلاج بين العلاجات الطبية، التدخل الجراحي، والعلاجات الطبيعية:
العلاجات الدوائية
يتم وصف أدوية لتنظيم إفراز الهرمونات في حالة فرط النشاط، أو لتحفيز إنتاجها في حالة القصور. من أشهر الأدوية المستخدمة: الليفوثيروكسين لعلاج قصور الغدة.
العلاج الجراحي
في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو في حالات وجود أورام، قد يكون هناك حاجة لإزالة جزء من الغدة أو كلها. العمليات الجراحية تُعتبر فعالة ولكنها تحتاج فترة نقاهة طويلة.
العلاج الطبيعي
يمكن لبعض الأعشاب والمكملات الغذائية أن تسهم في تحسين وظائف الغدة الدرقية، مثل اليود والزنك والسيلينيوم. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.
هل مرض الغدة الدرقية خطير؟
يمكن أن يصبح مرض الغدة الدرقية خطيرا إذا تم تجاهله لفترة طويلة. فعدم علاج مشاكل الغدة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات كبيرة مثل أمراض القلب، مشاكل الخصوبة، وحتى سرطان الغدة الدرقية في بعض الحالات النادرة.
بحسب الجمعية الأمريكية للغدد، فإن الفحص الدوري يساعد في اكتشاف المرض مبكرا وتقليل خطر المضاعفات بنسبة تصل إلى 70%.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن الغدة الدرقية رغم كونها الحجم، إلا إنها تؤثر بشكل عميق على صحة الإنسان. ولذلك، يجب أن يكون الاهتمام بصحة هذه الغدة جزءا من الرعاية الصحية العامة.