اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أشعل وزير التراث في الحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو موجة واسعة من الغضب والاستنكار، بعدما أطلق تصريحات وصفت بالعنصرية والخطيرة، قال فيها إن 'قطاع غزة شر يجب القضاء عليه'، مضيفًا أن الحكومة الإسرائيلية 'تدفع باتجاه محو غزة بالكامل'، مشيرًا إلى أنه 'في نهاية المطاف ستكون غزة كلها يهودية'، على حد زعمه.
وقال إلياهو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية: 'الحمد لله، نحن نقضي على هذا الشر'، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أشهر، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الفلسطينيين، ودمر البنية التحتية للقطاع المحاصر.
تصريحات عنصرية تكشف أيديولوجية التطهير
وتأتي هذه التصريحات في سياق مواقف إلياهو المعروفة بتطرفها، إذ يُعد من رموز التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، وهو الرئيس السابق لما يُعرف بـ'جمعية حاخامات المجتمع في إسرائيل'، كما يشغل منصب وزير التراث في الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو.
وتعكس هذه التصريحات بوضوح أيديولوجية التطهير العرقي التي تتبناها بعض الدوائر الحاكمة في إسرائيل، والتي ترى في الوجود الفلسطيني في غزة والضفة تهديدًا ينبغي استئصاله، لا التفاوض معه.
لابيد يرد: هذا هجوم أخلاقي وكارثة تفسيرية
في المقابل، شن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هجومًا عنيفًا على الوزير إلياهو، واصفًا تصريحاته بأنها 'كارثة أخلاقية وتفسيرية' تضعف موقف إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وتكشف عن الوجه الدموي للحكومة اليمينية المتطرفة.
وقال لابيد في تعليقه:
'لن تقنع إسرائيل العالم بعدالة حربها طالما تقودها حكومة أقلية متطرفة، بوزراء يقدّسون الدم والموت'، في إشارة مباشرة إلى شخصيات مثل إلياهو.
وأضاف: 'لا يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي ولا يموتون من أجل إبادة المدنيين، بل يقاتلون – كما يُفترض – من أجل استعادة الرهائن وضمان أمن إسرائيل'، في محاولة للتمييز بين السياسات الحكومية وبين المهام العسكرية المعلنة.
أصداء دولية ومحلية غاضبة
التصريحات التي أدلى بها الوزير الإسرائيلي أثارت موجة غضب ليس فقط في أوساط المعارضة الداخلية، بل أيضًا على مستوى الحقوقيين والمراقبين الدوليين، الذين اعتبروا كلامه بمثابة تحريض صريح على الإبادة الجماعية، وانتهاك واضح للقوانين الدولية.
ويُتوقع أن تتصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية في المحافل الدولية، خاصة في ظل اتساع رقعة الانتهاكات في غزة، ومطالبات متكررة من المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية عاجلة للمدنيين المحاصرين.
غزة تحت النار و'التراث' يدعو لمحوها
اللافت أن وزير التراث نفسه هو من دعا إلى محو غزة، وهو ما يطرح تساؤلات حول طبيعة 'التراث' الذي تنوي الحكومة الإسرائيلية الحفاظ عليه، إن كان يقوم على أنقاض مدن مدمرة وأرواح أُزهقت بلا ذنب.
هذه التصريحات تشكّل حلقة جديدة في سلسلة من المواقف المتطرفة التي تصدر عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تؤكد أن ما يجري في غزة يتجاوز نطاق الحرب إلى مشروع استيطاني إحلالي يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني بالكامل.