اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور خطير ينذر بعواقب وخيمة على الأمن الغذائي في مدينة بورتسودان، تسبّب حريق مدمّر في مجمع البركة للإنتاج الحيواني بولاية البحر الأحمر في خسائر فادحة تجاوزت ثلاثة تريليونات جنيه سوداني، وسط تدهور مريع في الخدمات الأساسية للمجمع الحيوي الذي يعتبر شريانًا اقتصاديًا واجتماعيًا للمنطقة.
خسائر ضخمة وموت جماعي للماشية
أتى الحريق على أكثر من عشر مزارع داخل المجمع وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية بما في ذلك الأبقار والضأن، بالإضافة إلى تدمير الأعلاف الحيوانية، مما شكّل ضربة قاصمة لأصحاب المزارع الذين يعتمدون بشكل رئيسي على المجمع في تلبية احتياجاتهم اليومية والمعيشية.
600 مزرعة تحت الخطر و15 ألف رأس ماشية مهددة
يُعد مجمع البركة من أكبر التجمعات المتخصصة في الإنتاج الحيواني بشرق السودان، ويضم نحو 600 مزرعة تحتوي على قرابة 15 ألف رأس من الضأن، الماعز، الأبقار، والإبل. وقد شكّل هذا المجمع لعقود العمود الفقري لسلاسل توريد اللحوم والألبان في المدينة، إلا أن الإهمال الحكومي المزمن وغياب التدخل الفاعل وضعاه في مهب الانهيار.
فرق الإطفاء تصل بعد 4 ساعات
تعطلت محاولات إخماد الحريق بفعل تأخر فرق الإطفاء لأكثر من أربع ساعات، ما أسهم في توسع رقعة النيران، لولا تدخل سكان حي الإسكندرية المجاور الذين قاموا بإطفاء الحريق باستخدام وسائلهم البدائية، ما أنقذ المجمع من دمار شامل كان سيطيح بإنتاج المدينة الحيواني بأكمله.
معاناة قديمة… والخطط الإسكانية تهدد استقرار المزارع
على الرغم من أن المجمع استقر في موقعه الحالي شمال غرب المدينة، إلا أنه سبق أن تعرض مرارًا للتنقل القسري بسبب تضارب مصالح الخطط الإسكانية، ما أسهم في تقويض الاستقرار اللازم لهذا القطاع. كما يعاني أصحاب المزارع من أزمة مياه خانقة، إذ يُصنف المجمع كمرفق استثماري وبالتالي يُحرم من مياه الشرب رغم مرور أنابيب مياه أربعات – المصدر الرئيسي لمياه بورتسودان – فوقه مباشرة.
غياب الكهرباء يهدد الأمن الصحي والإنتاجي
يشكو العاملون في المجمع من انعدام الكهرباء، مما يؤدي إلى صعوبات كبيرة في عملية الحلب الليلي، ويعرض الألبان للتلوث بسبب الحشرات والأتربة، فضلًا عن زيادة معدلات السرقات لغياب الإضاءة الليلية، ما فاقم الأعباء على أصحاب المزارع وأثر على استقرار الإمداد الغذائي.
نقطة الشرطة بلا كادر أو معدات
ورغم أن أصحاب المزارع تولّوا إنشاء نقطة شرطة خاصة بالمجمع، إلا أنها تعاني حاليًا من نقص الكوادر والمركبات ومعدات الحماية، مما جعل المجمع عرضة للجرائم والحرائق دون حماية فعالة، ما يكشف غيابًا مؤسسيًا واضحًا عن قطاع اقتصادي بالغ الأهمية.
مدينة غير زراعية ومدخلات الإنتاج باهظة
تُعرف بورتسودان بأنها مدينة غير زراعية، مما يجعل مدخلات الأعلاف والأدوية الحيوانية تُجلب من خارج المدينة، ما يضاعف التكلفة ويؤثر على أسعار اللحوم والألبان التي تصل للمواطن، وهو ما يهدد بدوره الاستقرار الغذائي ويضغط على معيشة الناس.
الحرائق الصيفية… كابوس سنوي وغياب حكومي فادح
يتكرر سيناريو الحرائق كل صيف بسبب درجات الحرارة العالية وتخزين الأعلاف القابلة للاشتعال، دون أن تبادر السلطات بإنشاء وحدات إطفاء مخصصة أو تقديم حلول وقائية، ما يُعد خرقًا واضحًا لواجبات الدولة تجاه مواطنيها وتهديدًا مباشرًا لـ'معاش الناس' الذي يُفترض أن يكون أولوية للحكومة الانتقالية.