اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أظهر التحقيق الأولي في حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية الشهر الماضي، أن مفاتيح التحكم بتدفق الوقود إلى محركات الطائرة كانت في وضع الإيقاف أثناء التحليق، مما أدى إلى فقدان مفاجئ للدفع بعد الإقلاع مباشرة، في تطور خطير لم يكن في الحسبان، بحسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على سير التحقيق.
الطيارون في قلب العاصفة
وركز التحقيق الجاري على تصرفات طاقم الطائرة، دون أن يشير إلى وجود عيوب ميكانيكية أو فنية في الطائرة من طراز 'بوينغ 787 دريملاينر'، والتي تعد واحدة من أحدث الطائرات وأكثرها تطورًا في العالم. وبحسب التحقيق، فإن مفاتيح تدفق الوقود، التي تُستخدم لتشغيل أو إيقاف أو إعادة ضبط المحركات في حالات الطوارئ، كانت مغلقة بشكل غير مبرر وقت الحادث.
هذه المفاتيح يجب أن تكون دائمًا في وضع التشغيل أثناء الطيران، الأمر الذي يثير تساؤلات حادة حول ما إذا كان إغلاقها حدثًا عرضيًا، أو ناجمًا عن خطأ بشري جسيم، أو ربما بفعل تخريبي لم تُكشف ملابساته حتى الآن. وتُحقق السلطات فيما إذا كان هناك محاولة لإعادة تشغيل المفاتيح قبل لحظات من التحطم، وهو ما قد يُفسر تنشيط نظام الطاقة الاحتياطي المعروف باسم 'توربين الهواء' (RAT)، وهو إجراء تلقائي في حالات توقف المحركات.
مقتل 260 شخصًا وناجٍ وحيد في مأساة غير مسبوقة
وأسفر الحادث عن وفاة 260 شخصًا كانوا على متن الطائرة، باستثناء ناجٍ واحد فقط، وسط مشاهد مأساوية هزت الرأي العام الهندي والدولي. وكانت الطائرة قد سقطت على نُزلٍ جامعي يؤوي طلاب طب، ما زاد من فداحة الكارثة وحدّ من فرص الإنقاذ.
ومن المنتظر أن يُصدر مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في الهند تقريره الأولي حول الحادث في موعد أقصاه الجمعة المقبلة، وسط ترقب واسع لما ستكشف عنه نتائج التحقيق الرسمية.
مسؤولو الطيران: “حادث نادر للغاية”
وفي تعليقه على الحادث، قال مسؤول الطيران المدني الهندي مورليدهار موهول لقناة NDTV في أواخر يونيو، إن التحقيق لا يزال في مراحله المبكرة، مشيرًا إلى أن 'توقف المحركين معًا أمر نادر جدًا، ولم نشهد مثله من قبل'. وأضاف أن تحديد السبب بشكل قاطع يتطلب دراسة جميع جوانب الرحلة وبيانات الصندوق الأسود.
الخبرة الكبيرة للطاقم تُربك المشهد
وفيما تسلط التحقيقات الضوء على الطيارين، كشفت شركة طيران الهند عن سجل خبرة طاقم القيادة، حيث تجاوز قائد الرحلة، الكابتن سوميت سابهاروال، 10,000 ساعة طيران على متن طائرات عريضة البدن، بينما كان لدى مساعده كلايف كوندر أكثر من 3,400 ساعة خبرة.
هذا المستوى من الاحترافية يطرح علامات استفهام كبرى حول كيفية ارتكاب خطأ بهذه الجسامة، إذا لم يكن هناك عامل خارجي أو تدخل غير طبيعي، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى عدم استبعاد فرضية التخريب، خاصة مع عدم وجود مؤشرات على خلل فني في الطائرة نفسها.
فرضية التخريب تطفو على السطح
وتزايدت التكهنات في وسائل الإعلام حول إمكانية أن يكون الحادث ناجمًا عن تخريب متعمد أو تدخل إلكتروني، مع أن السلطات لم تُصدر تأكيدًا رسميًا حتى الآن بهذا الشأن. ويعدّ هذا الحادث الأول من نوعه لطائرة من طراز بوينغ دريملاينر، مما يُشكل ضربة قاسية لصورة الشركة المصنعة التي تحاول التعافي من سلسلة مشكلات تتعلق بالسلامة والجودة في السنوات الأخيرة.
تداعيات التحقيق تطال شركات ودول
ويمثل هذا التحقيق تحديًا دوليًا، حيث إن حوادث الطيران الكبرى غالبًا ما تتداخل فيها صلاحيات وهيئات من عدة دول، تشمل البلد الذي وقع فيه الحادث، والجهات التي صمّمت أو صنعت الطائرة، ما قد يُعقّد الوصول إلى نتائج نهائية ويُثير خلافات بشأن تحليل البيانات والوصول للمعلومات الدقيقة.
وقد تؤثر نتائج التحقيق بشدة على سمعة الخطوط الجوية الهندية، التي تُعد أقدم شركة طيران في البلاد، وتعمل منذ سنوات على إعادة بناء كفاءتها التشغيلية بعد عقود من التراجع تحت مظلة الإدارة الحكومية.
البوينغ في دائرة الرقابة مجددًا
ويأتي هذا الحادث ليزيد الضغط على شركة بوينغ، التي تخضع بالفعل لتدقيق عالمي بسبب حوادث سابقة تتعلق بطرازات مختلفة مثل '737 ماكس'. وعلى الرغم من أن التحقيق الأولي لم يُشر إلى عيب في تصميم الطائرة، إلا أن الرأي العام والمستثمرين يراقبون التطورات عن كثب، لما قد تحمله النتائج من تداعيات تجارية وقانونية على الشركة العملاقة