اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية السوداني السابق، جبريل إبراهيم، عن طرح مبادرة إقليمية جديدة لوقف الحرب الدائرة في السودان، تشترك فيها مصر وقطر والسعودية وتركيا، معتبرًا أن هذه المبادرة تمثل فرصة أفضل مقارنة بالمبادرات الفردية التي طُرحت في السابق دون تحقيق نتائج ملموسة.
مبادرة متعددة الأطراف قد تغيّر المشهد
وأشار جبريل، خلال حوار مع موقع الجزيرة نت، إلى أن المبادرة الجديدة تستمد قوتها من تعدد الأطراف المشاركة فيها، والتي تمثل دولًا ذات تأثير إقليمي كبير، مما يعزز من فرص نجاحها في الوصول إلى حل للأزمة السودانية التي دخلت مراحل كارثية.
وأكد أن حضور هذه الدول المهمة سيجعل المبادرة أكثر توازنًا ومقبولية في الشارع السوداني، شريطة أن تظل العملية السياسية السودانية بعيدة عن تدخلات القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي قال إنها 'تحمل أجندات خاصة تجعل من أي مبادرة تشارك فيها عرضة للفشل'.
تحذير من إقحام واشنطن في الحل
وانتقد جبريل الدور الأمريكي في التعامل مع الملف السوداني، محذرًا من أن دخول واشنطن في تفاصيل المبادرات المطروحة من شأنه أن 'يفسدها'، على حد تعبيره، داعيًا إلى ترك الملف السوداني للجهات الإقليمية التي تدرك تعقيدات الوضع وتستطيع التأثير الإيجابي فيه دون أجندات خفية.
لا عودة للدعم السريع إلى المشهد
وفي معرض حديثه عن التفاوض المحتمل لإنهاء الحرب، شدد جبريل إبراهيم على أن الشعب السوداني يرفض رفضًا قاطعًا أي حوار يعيد قوات الدعم السريع إلى المشهد السياسي أو العسكري، سواء بصورة مباشرة أو ملتوية، مؤكدًا أن تجاوز هذه النقطة سيكون 'خيانة لتضحيات السودانيين الذين دفعوا ثمناً باهظًا جراء هذه الحرب'.
وأضاف أن الخيار الوحيد المقبول حاليًا هو استسلام قوات الدعم السريع، وتجميعها في معسكرات تمهيدًا لعملية الدمج والتسريح المعروفة في الأعراف العسكرية، بهدف انتقاء العناصر التي تصلح للخدمة وضمها إلى الجيش السوداني النظامي، في إطار ترتيبات طويلة الأمد لإصلاح المؤسسة العسكرية.
دعم إقليمي مرتقب لمبادرة الحل
ويتوقع مراقبون أن تلقى المبادرة الجديدة دعمًا دوليًا وإقليميًا واسعًا، خاصة في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية داخل السودان، وانهيار مؤسسات الدولة في العديد من المناطق، وسط فشل واضح في مبادرات سابقة مثل 'مبادرة جدة' التي رعتها الولايات المتحدة والسعودية.
وتعكس المبادرة الجديدة رغبة الدول الإقليمية في استعادة الاستقرار إلى السودان، لما يمثله من أهمية استراتيجية في منطقة القرن الأفريقي، وكذلك لوقف تمدد النزاع نحو دول الجوار، بما يهدد مصالح الجميع.
الموقف الشعبي من الدعم السريع عقبة أمام الحلول الوسط
أوضح جبريل أن المزاج الشعبي العام في السودان بات يرفض أي حلول وسط مع قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن أي مساعٍ دولية لإعادة إدماج هذه القوة في العملية السياسية أو العسكرية سيفجّر غضبًا جماهيريًا واسعًا، وقد ينسف فرص أي اتفاق محتمل.
وقال إن 'المطلوب الآن هو معالجة الأزمة من جذورها، والتعامل مع الدعم السريع كقوة متمردة مسلحة ارتكبت فظائع موثقة، ولا يمكن مكافأتها بإعادة الاعتبار السياسي أو العسكري'.