اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تشهد سوق العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني حالة من التذبذب العنيف، وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية واستمرار الانهيار المالي الناتج عن الحرب الذي اندلعت في أبريل 2023. ويأتي هذا التراجع الحاد في وقت تسجّل فيه أسعار الصرف أرقامًا قياسية تُنذر بمزيد من الانفلات النقدي.
الدولار في صعود مقلق رغم حملات الملاحقة
رغم الجهود الأمنية التي تبذلها السلطات في بورتسودان – العاصمة الإدارية المؤقتة – لاحتواء السوق الموازي، عبر حملات مكثفة لملاحقة تجار العملة، فإن سعر الدولار واصل تحركاته المضطربة، مع تسجيل تداولات تفاوتت بشكل لافت اليوم الأحد بين 3,000 و3,190 جنيهًا سودانيًا، بينما استقر النطاق الأكثر تداولًا بين 3,050 و3,130 جنيهًا، بمتوسط بلغ حوالي 3,100 جنيه للدولار الواحد.
غياب البنك المركزي يفتح الباب للفوضى
يعكس هذا التفاوت الحاد واقعًا نقديًا غير مستقر، تغذّيه ثلاثة عناصر رئيسية:
• غياب السياسات النقدية الفعالة
• تدهور الثقة في الجهاز المصرفي الرسمي
• الطلب المرتفع على العملات الأجنبية في ظل فقدان الجنيه لقيمته الحقيقية
جهود أمنية غير كافية وسط تعقيد المشهد
الحملة الأمنية الأخيرة التي أطلقتها الجهات المختصة في بورتسودان، ورغم أهميتها، تبدو عاجزة عن كبح جماح السوق في ظل غياب آلية مصرفية واضحة، وتواصل النشاطات الاقتصادية خارج الإطار الرسمي، إضافة إلى تدفقات نقدية مجهولة المصدر وعمليات تحويل غير مشروعة.
وتشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى وجود فروقات سعرية بين مدن البلاد، تتراوح في بعض الأحيان بين 50 و100 جنيه للدولار الواحد، ما يجعل السوق أكثر ارتباكًا، ويعزز المضاربات في مناطق النزاع والمنافذ الحدودية.