متى تكون في قمة تركيزك؟.. دراسة جديدة تجيب

متابعات- نبض السودان

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «Frontiers in Psychology» المتخصصة في أبحاث النفس، أن أفضل فترة زمنية لبلوغ أقصى درجات التركيز والذكاء تمتد بين الساعة الحادية عشرة صباحاً والواحدة ظهراً. الدراسة التي حللت أكثر من 100 ألف اختبار شفهي أُجري في جامعة إيطالية، أوضحت أن معدلات النجاح بلغت ذروتها في هذه الساعات بغض النظر عن طبيعة النمط الزمني للطالب، بحسب ما نقله الكاتب جيف هادن.

الذروة بين 11 صباحاً و1 ظهراً

أشارت النتائج إلى أن الأداء الإدراكي للطلاب يكون في أوجه قبيل الظهر وبعيده بقليل، حيث وُصفت هذه الفترة بأنها «النقطة المثالية» للاختبارات. أما إجراء الامتحانات في أوقات مبكرة جداً أو متأخرة من اليوم فكان مرتبطاً بانخفاض فرص النجاح بشكل ملحوظ، ما يعكس علاقة وثيقة بين توقيت التقييم والقدرة على الأداء المعرفي.

الأداء الإدراكي يتحسن ثم يتراجع

الدراسة أوضحت أن التحسن في القدرات المعرفية يتدرج خلال ساعات الصباح قبل أن يبدأ بالانخفاض بعد الظهر، ويرتبط ذلك أيضاً بمستويات الطاقة التي تتراجع مع مرور اليوم. الباحثون أشاروا كذلك إلى أن التوتر الناتج عن انتظار الاختبارات المتأخرة يؤدي بدوره إلى إضعاف الأداء الأكاديمي.

تأثير المُقيّمين على النتائج

لم يقتصر التحليل على الطلاب فقط، بل شمل الممتحنين أيضاً، حيث أظهرت النتائج أن الأساتذة أنفسهم يتأثرون بالإرهاق الذهني مع توالي جلسات الامتحان، وهو ما يُعرف بـ «استنزاف الذات». هذا الاستنزاف يؤدي إلى تراجع ضبط النفس ويؤثر في النهاية على قرارات التقييم، الأمر الذي يفسر انخفاض معدلات النجاح في ساعات ما بعد الظهر.

دراسات مشابهة على القضاة والقرارات القضائية

النتائج تتوافق مع أبحاث سابقة بيّنت أن القضاة الذين يعانون من استنزاف ذهني يصبحون أكثر ميلاً لاتخاذ قرارات غير ملائمة للمُدّعى عليهم. مثال على ذلك دراسة نُشرت في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» أظهرت أن السجناء الذين مثلوا أمام لجنة الإفراج المشروط في ساعات الصباح حصلوا على قرارات إيجابية بنسبة تقارب 70%، بينما انخفضت النسبة تدريجياً مع مرور اليوم حتى قاربت الصفر.

التوافق الزمني والذهني

الباحثون وصفوا الفترة ما بين 11 صباحاً و1 ظهراً بأنها لحظة توازن مثالية بين «التوافق الزمني» و«الاستنزاف الذهني»، حيث يكون الطالب في قمة استعداده العقلي، والممتحن في أفضل حالاته الذهنية للحكم العادل والدقيق.

دروس للحياة العملية والاجتماعية

الدراسة لا تنحصر أهميتها في المجال الأكاديمي فقط، بل تمتد إلى الحياة العملية والقرارات المهنية. فهي تشير إلى أن تحديد مواعيد الاجتماعات المهمة، أو المقابلات الوظيفية، أو العروض الاستثمارية في ساعات منتصف النهار قد يمنح الأشخاص فرصاً أفضل للنجاح مقارنة بمواعيد مبكرة جداً أو متأخرة.

اختيار التوقيت مفتاح النجاح

النتيجة النهائية للدراسة أن توقيت الاختبار أو اللقاء الحاسم قد يكون عاملاً حاسماً بين النجاح والفشل. فإذا كان الشخص في أفضل حالاته الذهنية، وكان المقيم أو الطرف الآخر أيضاً في حالة ذهنية متوازنة، فإن فرص النجاح تزداد بشكل كبير.