اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تحذير جديد ينذر بكارثة صحية وإنسانية وشيكة، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة 'يونيسيف' أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة في ولاية شمال دارفور يواجهون خطرًا متفاقمًا نتيجة تفشي وباء الكوليرا في بلدة طويلة، التي تحولت إلى مركز نزوح رئيسي بعد استقبالها لمئات الآلاف من الفارين من الحرب في مدينة الفاشر ومخيماتها منذ أبريل الماضي.
نزوح جماعي من الفاشر إلى طويلة.. والمأساة تتسع
وكانت قوات الدعم السريع قد كثفت هجماتها للسيطرة على مدينة الفاشر، آخر عاصمة في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما دفع مئات الآلاف من السكان والنازحين إلى الفرار نحو منطقة طويلة، الواقعة على بعد 70 كيلومترًا من الفاشر.
وقد حول هذا النزوح الواسع بلدة طويلة إلى بؤرة صحية حرجة، مع تصاعد حالات الكوليرا بشكل يومي.
أرقام مروعة.. إصابات ووفيات في تزايد
وبحسب تقارير اليونيسيف، فقد سجلت منطقة طويلة منذ 21 يونيو 2025 أكثر من 1,180 إصابة بالكوليرا، من بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 20 حالة وفاة. أما على مستوى ولايات دارفور الخمس، فقد تم تسجيل 2,140 حالة إصابة و80 حالة وفاة حتى تاريخ 30 يوليو 2025.
وتشير التقارير الأممية إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع في ظل انهيار المنظومة الصحية وانعدام المياه النظيفة والمأوى، وانتشار الأوبئة بين النازحين.
طويلة تحت الحصار الصحي.. المستشفيات مقصوفة والمرافق مغلقة
تعيش بلدة طويلة أزمة إنسانية خانقة، فمع تزايد أعداد النازحين، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، وشُحّ المياه النظيفة، وانعدام الرعاية الصحية.
وقد تعرضت المستشفيات للقصف، وأُغلقت المرافق الصحية القريبة من مناطق الاشتباكات، مما زاد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية وأدى إلى انتشار أوسع للكوليرا، إلى جانب تهديدات بأمراض أخرى مثل الحصبة والتيفوئيد وسوء التغذية.
شيلدون ييت: الأطفال لا يستطيعون الانتظار يومًا آخر
وفي تصريح له، قال ممثل اليونيسيف في السودان، شيلدون ييت، إن 'الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، لكن تفشيه في طويلة ومناطق أخرى من دارفور يتم بسرعة مقلقة، مما يُهدد حياة الأطفال، خصوصًا الأصغر سنًا والأكثر ضعفًا'.
وأضاف ييت: 'نحن نعمل دون كلل مع شركائنا على الأرض لاحتواء التفشي وإنقاذ الأرواح – ولكن العنف المستمر يزيد من الاحتياجات بوتيرة تفوق قدرتنا على الاستجابة. لقد طالبنا، ولا نزال، بتوفير وصول إنساني آمن ودون عوائق لتغيير الوضع بشكل عاجل. هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الانتظار يومًا آخر'.
أرقام صادمة.. تضاعف حالات سوء التغذية الحاد
ووفق تقييمات أممية حديثة، فقد تضاعف عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم في شمال دارفور خلال العام الماضي، ما يُضاعف مخاطر الوفاة بالنسبة للمصابين بالكوليرا من الأطفال.
ويُشكل سوء التغذية أرضية خصبة لفتك الأمراض المعدية، ويجعل فرص النجاة لدى الأطفال محدودة للغاية في حال تأخر تقديم العلاج.
استجابة يونيسيف: مياه نظيفة ولقاحات ومراكز علاج
أكدت اليونيسيف أنها تبذل جهودًا متعددة الأوجه لاحتواء الأزمة، وتشمل هذه الجهود:
دعوات عاجلة لتسهيل الوصول الإنساني
جددت اليونيسيف مناشدتها لجميع الأطراف المتحاربة بضرورة تسهيل الوصول الإنساني العاجل والآمن إلى مناطق النزوح، محذرة من أن أي تأخير في الاستجابة سيؤدي إلى خسائر بشرية إضافية، خصوصًا في صفوف الأطفال.
الكوليرا في السودان.. وباء مستمر منذ 2024
وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت رسميًا تفشي الكوليرا في 12 أغسطس 2024، ومنذ ذلك التاريخ تم تسجيل أكثر من 94,170 إصابة و2,370 وفاة في 17 ولاية سودانية من أصل 18.
وتتعاون اليونيسيف حاليًا مع منظمة الصحة العالمية وشركاء دوليين ضمن آلية التنسيق الدولية (ICG) لضمان إيصال اللقاحات والاستجابة الفعالة للفئات الأكثر تضررًا.
فجوة تمويلية تهدد الاستجابة.. والاحتياجات تتزايد
وأكدت المنظمة أنها بحاجة عاجلة إلى 30.6 مليون دولار أميركي لتوسيع استجابتها الطارئة في مجالات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، وتغيير السلوك المجتمعي، بهدف الحد من انتشار الكوليرا وإنقاذ الأرواح، في وقت تتسارع فيه وتيرة الاحتياجات بشكل يتجاوز قدرات المنظمات الإنسانية