اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
دعا سفير جمهورية السودان لدى دولة قطر، بدر الدين عبد الله أحمد، المجتمع الدولي والإقليمي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية، إلى اتخاذ إجراء عاجل لتصنيف ميليشيا الدعم السريع كمنظمة إرهابية، نظرًا لما ارتكبته من جرائم مروعة ضد المدنيين في مختلف أنحاء السودان، وخاصة في مدينة الفاشر.
مؤتمر صحفي في الدوحة يكشف جرائم الميليشيا
جاءت تصريحات السفير خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر سفارة السودان في الدوحة، حيث سلط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر والمجازر البشعة التي ما زالت تُرتكب بحق المدنيين العزل على يد ميليشيا الدعم السريع. وحذر من تصاعد وتيرة الانتهاكات الجسيمة التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، موضحًا أن أفراد الميليشيا يوثقون جرائمهم عبر هواتفهم المحمولة ويفاخرون بها في تسجيلات مصورة انتشرت على نطاق واسع.
مجازر وجرائم حرب موثقة بالدلائل
أكد السفير بدر الدين أن الانتهاكات التي تم توثيقها تشمل الاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي والاغتصاب الجماعي بحق النساء والأطفال، فضلًا عن القصف العشوائي للمستشفيات والمساجد والتكايا والأسواق ومنازل المواطنين. وأضاف أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية والإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى الكف عن الصمت والتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
قرار استراتيجي لحماية المدنيين في الفاشر
وأوضح السفير أن انسحاب القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة من مدينة الفاشر لم يكن هروبًا كما روّجت بعض الأطراف، بل جاء بقرار استراتيجي يهدف إلى حماية المدنيين بعد أن حولت الميليشيا المتمردة المدينة إلى “حمامات دماء” وسرادقات عزاء. وأشار إلى أن الدعم السريع لجأ إلى قصف مراكز الإيواء والمستشفيات واستهداف المدنيين الذين حاولوا الفرار من المدينة، في مشهد يعكس مدى وحشية الميليشيا المتمردة.
الجيش ماضٍ في معركته لتحرير السودان
وشدد السفير على أن القوات المسلحة السودانية، بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ماضية بثبات في حملتها العسكرية لتحرير كل السودان من الميليشيا المتمردة واستعادة هيبة الدولة وسيادتها الكاملة. وأكد أن المعركة لا تقتصر على الفاشر فحسب، بل تشمل كل شبر من أرض الوطن حتى استعادة الأمن والاستقرار.
دعوة الإعلام لتحريك الضمير الدولي
وطالب السفير وسائل الإعلام المحلية والعالمية بلعب دور فعال في كشف الحقائق ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث في السودان، مؤكدًا أن الإعلام الحر يمكن أن يكون أداة قوية لتحريك الضمير الدولي ودفع العالم لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه ما يجري من جرائم مروعة بحق الشعب السوداني.
فيلم وثائقي يكشف الفظائع الميدانية
وخلال المؤتمر، تم عرض فيلم وثائقي يوثق بالفيديو الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في الفاشر ومدن أخرى، حيث أظهر مشاهد صادمة تعكس مدى العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا ضد المدنيين. ووصف السفير هذا الفيلم بأنه دليل مرئي قاطع على وحشية المتمردين وضرورة تصنيفهم كمنظمة إرهابية.
السودان لا يرفض التفاوض ولكن بشروط
وأكد السفير بدر الدين أن حكومة السودان لا ترفض خيار التفاوض، لكنها تشترط أن يكون الحوار وفق ضوابط تضمن أمن البلاد وسلامتها، وتكفل عدم الإفلات من العقاب. وأوضح أن أي عملية تفاوض يجب أن تشمل انسحاب الميليشيا من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين والمدن المحتلة، مشددًا على أن المجتمع السوداني لن يقبل بوجود هؤلاء “السفاحين” في الحياة السياسية نظرًا لتاريخهم الإجرامي وسلوكياتهم الخيانية.
قطر تواصل دعمها الإنساني والسياسي للسودان
وأعرب السفير عن شكره لدولة قطر على وقفتها الصلبة مع حكومة السودان ومساندتها في المحافل الإقليمية والدولية، فضلًا عن تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني. كما أبدى تطلعه إلى أن تتولى قطر قيادة جهود إعمار السودان بعد انتهاء الحرب، مشيرًا إلى أن الحكومة بدأت بالفعل إعادة إعمار المناطق المحررة من قبضة التمرد.
السودان يعيد بناء ما دمرته الحرب
وفي ختام المؤتمر، أكد السفير بدر الدين عبد الله أن السودان يسير بخطى ثابتة نحو إعادة بناء الدولة، مستندًا إلى وحدة شعبه وإصراره على هزيمة الميليشيا المتمردة وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، مشددًا على أن هذه الحرب ستكون آخر معركة فاصلة في سبيل بقاء السودان موحدًا وآمنًا.


























