اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
بورتسودان- نبض السودان
يشهد الموقف الأوروبي تجاه السودان عامة، وبورتسودان على وجه الخصوص، تحولات دبلوماسية كبيرة، تمثلت مؤخرًا في إعلان الاتحاد الأوروبي تعيين الدبلوماسي الألماني فولفرام فيتر سفيرًا جديدًا له لدى السودان، خلفًا للسفير الأيرلندي آيدان أوهارا، الذي يستعد لمغادرة منصبه لتولي مهامه كسفير لأيرلندا في مصر، حيث تتخذ بعثة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالسودان مقرها المؤقت في القاهرة منذ تفجر الأزمة في البلاد.
فولفرام فيتر.. خبير في الشأن الإفريقي
يحمل تعيين فولفرام فيتر دلالات مهمة، إذ يُعد من أبرز الدبلوماسيين الأوروبيين المتخصصين في الشأن الإفريقي، فقد ترأس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى بوركينا فاسو حتى عام 2023، قبل عودته إلى بروكسل للعمل في المقر الدبلوماسي الأوروبي، ما يمنحه خلفية ميدانية واسعة تؤهله للتعاطي مع تعقيدات الملف السوداني.
مؤشرات لتقارب أوروبي مع سلطات بورتسودان
ويأتي هذا التعيين في ظل مؤشرات واضحة على تبدل في السياسة الأوروبية تجاه السلطات القائمة في بورتسودان، إذ بدأت دول كإيطاليا وهولندا في دراسة استئناف التواصل مع الحكومة التي تشكلت في أعقاب انقلاب أكتوبر 2021، بعد فترة من القطيعة الدبلوماسية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن التوجه الأوروبي الجديد يقوم على نهج 'تعاوني قائم على المصالح'، يوازن بين الواقعية السياسية وضرورات العمل الإنساني والدبلوماسي في السودان، خاصة بعد تفاقم الوضع الإنساني واستمرار الانقسام السياسي والعسكري.
أهداف التغيير: مساعدات وتوازنات إقليمية
وترتبط هذه التحركات الأوروبية بعدة أهداف استراتيجية، من أبرزها:
كامل الطيب إدريس في قلب التطورات
ويأتي هذا التغيير بالتوازي مع تعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزراء في مايو الماضي بقرار من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ما أضاف طبقة جديدة من التعقيد في كيفية تفاعل المجتمع الدولي مع السلطات الحالية في بورتسودان، خاصة في ظل غياب موقف موحد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الاعتراف الرسمي بالحكومة الجديدة.
حتى الآن، لا يُسجل سوى المبعوث السويسري الخاص سيلفان أستييه كأول مسؤول غربي يلتقي كامل إدريس رسميًا، ما يعكس حذرًا أوروبيًا من التسرع في تبني نهج التعامل الكامل مع الحكومة.
وداع أوهارا.. وحصاد الحياد
في السياق ذاته، يستعد السفير المغادر آيدان أوهارا لإنهاء مهمته التي حرص خلالها على اتباع سياسة 'الحياد الصارم' في التعامل مع أطراف النزاع، متعاملًا مع الجيش وقوات الدعم السريع كجهات متساوية. إلا أن هذا الحياد، بحسب محللين، أدى إلى إبطاء جهود الوساطة الأوروبية وأضعف تأثير بروكسل في مسار السلام السوداني.
تركيز على الدعم الإنساني عبر DG ECHO
تركّز الجهود الأوروبية حاليًا على دعم العمليات الإنسانية العاجلة من خلال مديرية الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية (DG ECHO)، بالتزامن مع ضغط مكثف يُمارس على الأمم المتحدة من أجل التنسيق مع كل من مفوضية العون الإنساني التابعة للجيش، ووكالة الإغاثة التابعة للدعم السريع، لضمان إيصال المساعدات لجميع المتضررين.
ورغم هذا، لا تزال الأمم المتحدة تعتبر عبد الفتاح البرهان رئيسًا شرعيًا للسودان، ما يعكس استمرار الانقسام الدولي حول من يمتلك شرعية الحكم في البلاد.
دعوات لعزل رمطان لعمامرة
وفي تطور موازٍ، وقّع مئات من الناشطين والسياسيين في السودان على رسالة مفتوحة نُشرت منتصف يونيو، طالبوا فيها بإقالة المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، متهمين إياه بـ'التحيز' لصالح الجيش، و'الفشل' في إحراز أي تقدم في العملية السلمية منذ توليه مهامه قبل نحو عام ونصف.
تسلط هذه الرسالة الضوء على حجم الاستياء من الدور الأممي، وتفتح الباب أمام ضغوط جديدة قد تُجبر الأمم المتحدة على إعادة النظر في آليات تدخلها بالسودان.