اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
علمت جريدة 'العمق المغربي' من مصادر مطلعة أن شُبهة جديدة من فصول الفساد الرياضي بصدد الظهور في بطولة القسم الأول هواة – شطر الشمال، حيث يستعد أحد الأندية المنتمية لهذا القسم لتقديم شكاية رسمية إلى لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الشكاية المرتقبة تستهدف شخصية تجمع بين العمل السياسي والمجال الرياضي، ويتعلق الأمر بعبد اللطيف الناصري، رئيس نادي جمعية الشباب الرياضي، والذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، مكلفًا بقطاع الشؤون الرياضية والثقافية داخل المجلس الجماعي.
وتتمحور فحوى الشكاية حول ما وُصف بـ'شبهات التلاعب في نتائج مباريات'، في سياق ما أصبح يُعرف في الأوساط الكروية بـ'أقسام الظلمات'، في إشارة إلى الأقسام الدنيا من كرة القدم الوطنية، والتي تعاني في الغالب من ضعف الرقابة وتكرار اتهامات بسوء التسيير وخرق قواعد المنافسة الشريفة.
وأكدت المصادر أن الشكاية كانت مبرمجة للتقديم يوم الجمعة الماضي، غير أن بعض الإجراءات الإدارية داخل النادي المعني حالت دون ذلك، مع التأكيد على أنه سيتم وضعها قريبًا على طاولة لجنة الأخلاقيات، الجهة المخوَّلة قانونيًا بالتحقيق في مثل هذه الملفات.
وأضافت المصادر أن فتح تحقيق رسمي في الموضوع قد يترتب عنه استدعاء المسؤول المعني إلى جلسات استماع، فضلاً عن إمكانية استدعاء مسؤولين آخرين ولاعبين وأطر تقنية، بغرض التحقق من مدى صحة ما يُتداول حول 'تدخلات للتأثير في نتائج المباريات'.
حاولت جريدة العمق المغربي التواصل مع عبد اللطيف الناصري للحصول على توضيحات بشأن ما ورد من اتهامات، إلا أنه امتنع عن الرد على أسئلة الجريدة.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سبق أن أصدرت قرارات تأديبية حازمة في قضية مشابهة، بعد فتحها تحقيقًا حول شبهة تسهيل نتيجة مباراة بناءً على شكاية من نادي الاتحاد الرياضي البيضاوي (الطاس).
وأسفرت تلك القرارات عن توقيف عبد اللطيف الناصري، رئيس نادي جمعية الشباب الرياضي ونائب عمدة مدينة الدار البيضاء، عن ممارسة أي نشاط رياضي لمدة ثلاث سنوات نافذة، إلى جانب غرامة مالية قدرها 30 ألف درهم، بعد اعتبار اللجنة أن المخالفات المرتكبة 'جسيمة' وتمس بمبدأ نزاهة المنافسة وميثاق الأخلاقيات.
كما شملت العقوبات اللاعب محمد العقال، الذي تم توقيفه لسنتين نافذتين مع غرامة قدرها 20 ألف درهم، بعد ثبوت تورطه في نفس القضية. أما نادي جمعية الشباب الرياضي فقد تعرض لغرامة مالية بلغت 50 ألف درهم، في رسالة واضحة بأن الأندية تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك مسؤوليها ولاعبيها.
وكانت لجنة الأخلاقيات قد استدعت، في وقت سابق، عبد اللطيف الناصري لجلسة استماع بخصوص مباراة جمعت فريقه بنادي الاتحاد البيضاوي، وسط اتهامات بـ'التلاعب في النتيجة'.
وتُعد لجنة الأخلاقيات، التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هيئة مستقلة تتمتع بصلاحيات قانونية واسعة. وتتكون من قضاة مشهود لهم بالكفاءة، ما يمنح لقراراتها بعدًا قانونيًا وأخلاقيًا ويدعم جهود تعزيز الشفافية في المنظومة الكروية.
وتُعنى اللجنة بمراقبة سلوكيات الأندية والمسؤولين واللاعبين، والبت في القضايا المتعلقة بخرق القوانين والأنظمة، بما يضمن احترام قواعد المنافسة الشريفة ويحفظ مصداقية الكرة المغربية.