اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
أحدث قرار المغرب تعليق شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى لهذا العام، والذي أعلن عنه في فبراير الماضي، ارتباكا كبيرا في قطاع تربية الأغنام بإقليم قرطبة الإسباني، أحد أبرز المزودين التقليديين للسوق المغربية بهذه الفئة من الماشية خلال الموسم الديني.
ورغم أن قطاع الأغذية الإسباني يعاني أصلا من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب بنسبة 20%، إلا أن الخطوة المغربية جاءت بمفعول مضاعف، إذ تسببت في ترك آلاف الطلبات دون تنفيذ، ما أدى إلى فائض كبير في العرض داخل السوق المحلية، وهبوط حاد في الأسعار وسط ضبابية حول توقيت تعافي القطاع.
وبحسب بيانات وزارة الفلاحة والصيد والمياه والتنمية الريفية الإسبانية، فقد بلغ عدد رؤوس الأغنام المخصصة لإنتاج اللحوم في قرطبة نحو 127 ألف رأس مع نهاية 2024، لتتبوأ بذلك صدارة أقاليم الأندلس بنسبة تمثل 32% من إجمالي الإنتاج الجهوي.
وأكد أنطونيو أريفالو، رئيس تعاونية 'ديهيساس كوردوبيساس'، أن قرار المغرب 'أثر علينا بشكل كبير'، مشيرا إلى أن التعاونية كانت تستعد لتصدير عدد كبير من الأغنام الضخمة إلى المغرب. وقدر أريفالو عدد رؤوس الأغنام التي لم يتم تصديرها على الصعيد الوطني بما بين 300 ألف و400 ألف رأس، بينما تكبدت التعاونية التي يمثلها خسائر تجاوزت 10 آلاف رأس.
وتسبب هذا الوضع في تراجع ملموس بأسعار الأغنام، حيث انخفض سعر الكيلوغرام من الأغنام الحية (بوزن 23 كلغ) إلى 110 يورو فقط، أي أقل بـ15 يورو عن سعره في بداية السنة، ما يعادل انخفاضا بنسبة 12%. ويأتي هذا التراجع بعد أن بلغت الأسعار ذروتها في ديسمبر الماضي عند 130 يورو.
من جانبه، شدد فيليبي مولينا، مدير تعاونية 'لاس ألبايداس'، على ضرورة تنويع الأسواق لتفادي الارتهان لوجهة واحدة كالمغرب، داعيا إلى تعزيز صادرات اللحوم المذبوحة بدلا من نقل الحيوانات الحية.
وكان جلالة الملك محمد السادس قد دعا، في فبراير الماضي، المغاربة إلى عدم أداء شعيرة الأضحية خلال عيد هذا العام، نظرا للتحديات المناخية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي أدت إلى انخفاض كبير في أعداد الماشية.
وأكد جلالة الملك، في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أن 'القيام بهذه الشعيرة في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات واسعة من أبناء شعبنا، خصوصا ذوي الدخل المحدود'.