اخبار المغرب
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
دراسة تقول إن الكشف عن الحياة الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي يمارس تأثيرات في الجمهور
قبل أعوام كان من الصعب علي كصحافية إقناع أم عازبة في المغرب بالظهور ومشاركة تجربتها والحديث عن العقبات التي تواجهها، بسبب خوفها من نظرة المجتمع، إذ كان تناول الأمهات العازبات يعد من التابوهات في المجتمع المغربي.
لكن مع تزايد شعبية مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، تحول عدد من الأمهات العازبات إلى مؤثرات بعضهن يظهر أطفاله ويعرض يومياته وأيضاً قصصه، ويكشف عن تفاصيل حياته بكل جرأة وبوجه مكشوف، فهل ظهور أمهات عازبات مؤثرات في العالم الافتراضي أثر في نظرة المجتمع المغربي للأم العازبة؟ أم أن قبولهن في المجتمع لا يتجاوز الحياة الافتراضية وإشباع فضول المتابعين الراغبين في التعرف على حياة الناس الحميمية؟
'أعجبت بشخصيتها'
تحظى (س ك)، وهي شابة مغربية مقيمة في إسبانيا، بشهرة واسعة ويتابعها ملايين، ونشرت تفاصيل حياتها قبل أن تكون أم عازبة، وشاركت خبر حملها وتفاصيل ترك شريكها لها، وتستعمل المراهقات لقطاتها في فيديوهاتها، كما تعد من أكثر المؤثرات شهرة.
'إنها امرأة قوية، تربي ابنتها بمفردها، أتمنى لها الحياة السعيدة'، 'لم أكن أحترمها، لكن عندما رأيت كيف تربي ابنتها أعجبت بشخصيتها. إنها أم جيدة'، هذا مثالان من تعليقات كثيرة تشيد بقوة شخصية (س ك).
أصبح الإنترنت بفضل انتشاره الواسع وخصوصيته قوة مؤثرة في المغرب، وتمنح منصاته الافتراضية مساحات تمكن الأفراد من استكشاف مواضيع كانت محظورة سابقاً، والاطلاع على وجهات نظر متنوعة مثل حياة الأمهات العازبات.
في البث المباشر على 'إنستغرام' تتحدث (س ك) عن حياتها الخاصة وتشارك مع متابعيها كيف تربي بناتها، كما تقدم النصائح للمراهقات.
وتعد (ن ح) من أكثر الأمهات العازبات شهرة في المغرب، وكانت نشرت تفاصيل على قناتها في 'يوتيوب' منذ كانت مراهقة، وبعد ذلك حملها وعدم اعتراف شريكها بالابنة، وأيضاً زواجها من رجل آخر.
على رغم حملات الكراهية التي تعرضت لها (ن ح) في فترة المراهقة، لكنها بعد إنجابها تلقت كميات من دعم جمهورها، وحققت فيديوهاتها ملايين المشاهدات، يعرف المتابعون جميع تفاصيل حياتها.
'يتاجرن بقصصهن لأجل الربح'
تظهر (ن ح) وهي تتسوق وتركب سيارة فاخرة، وتظهر لمشاهديها كيف تعيش حياة مثالية، وفي عالم مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب تزداد شهرة الشخص كلما نشر تفاصيل حياته الخاصة.
لكن لحكيمة (24 سنة)، وهي أم عازبة في مدينة الدار البيضاء، رأي آخر، فتقول 'ليس جميع الأمهات العازبات يعشن حياة رفاهية، بل نعيش تهميشاً، عائلتك ترفضك ولا أحد يساندك، وأنا لا أريد أن أستغل ابنتي وأظهرها على مواقع التواصل الاجتماعي لأربح المال من معاناتها'.
تبلغ ابنة حكيمة أربع سنوات، ويعيشان في غرفة مستأجرة، وتضيف في هذا الصدد، 'مثل هؤلاء المؤثرات يظهرن للمراهقات بأنهن بمجرد من أن يكن أمهات عازبات يمكنهن العيش حياة سعيدة، ولكنهن لا يخبرهن بأنهن يتاجرن بقصصهن لأجل الربح وتأمين حياتهن، وهو أمر لا يمكنني فعله'.
تعمل حكيمة في مقهى وتكافح لأجل تأمين لقمة العيش لابنتها، حياتها اليومية مختلفة عن حياة المؤثرات، تضطر إلى تغيير عملها بسبب غيابها المتكرر للعناية بطفلتها. وتقول في هذا السياق، 'عندما أنظر كيف تروج المؤثرات لحياة الأم العازبة بأنها حياة مثالية، أشعر بالغضب لأنهن لا يقلن الحقيقة ولا يتحدثن عن واقعهن'.
تأثيرات غير مباشرة
أشارت دراسة لمجلة 'أجهزة الحاسوب وسلوك الإنسان' تحمل عنوان 'عذراً.. لقد شاركت أكثر من اللازم!'، إلى أن المستويات العالية من الإفصاح عن الذات يمكن أن تعزز مشاعر التواصل لدى الأفراد تجاه الشخص الذي يكشف عن المعلومات، مما يعني أن الكشف عن الحميمية لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الإضرار بتصورات صدقية المصدر.
وتضيف 'إدراكاً لإمكان تحسين المحتوى الشخصي للتفاعل عبر الإنترنت، يستخدم مسوقو المحتوى المؤثرون بصورة متزايدة الإفصاح الذاتي الحميمي كجزء من استراتيجية التواصل الخاصة بهم'.
وأظهرت نتائج الدراسة أن 'محتوى الحميمية العالي يلبي حاجة الفرد إلى الارتباط بصورة أكبر، وكلما كان المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي يحتوي على مستويات عالية من الكشف عن الحياة الخاصة كان قادراً على ممارسة تأثيرات غير مباشرة ودليلاً على الصدقية من خلال إشباع حاجة المتابعين إلى الارتباط، وذلك مقارنة بالمنشور ذي المستويات المنخفضة من الكشف عن الذات والحياة الحميمية'.