اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
في ظل التوسع العمراني الكبير الذي تشهده جماعة دار بوعزة ونواحيها، وخاصة المناطق المتاخمة كأولاد أحمد وأولاد عزوز، تعيش ساكنة هذه المناطق وضعا متأزما في ما يخص قطاع النقل الحضري، حيث يستمر الغياب التام لحافلات النقل العمومي، مما يدفع آلاف المواطنين يوميا إلى الاعتماد على وسائل بديلة غير مهيكلة، ما يزيد من تعميق الأزمة وتعقيد حياة السكان.
ومنذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، تبدأ طوابير المواطنين في التشكل على جنبات الطرق، في انتظار وسيلة نقل تقلهم نحو وسط الدار البيضاء أو أقرب محطة لسيارات الأجرة الكبيرة.
ومع انعدام تغطية حقيقية لشبكة النقل العمومي، يجد العديد من المواطنين أنفسهم مضطرين إلى استعمال وسائل نقل عشوائية، مثل الدراجات ثلاثية العجلات (تريبورتور)، أو العربات المجرورة (الكرويلة)، أو حتى وسائل نقل سرية تفتقر إلى شروط السلامة والأمان.
رغم أن هذه الوسائل تقدم حلا وقتيا للساكنة، إلا أنها تطرح تحديات كبيرة على مستوى السلامة الطرقية، حيث لا تخضع أغلبها للمراقبة التقنية، ويقودها في كثير من الأحيان سائقون لا يتوفرون على التكوين اللازم أو حتى رخص السياقة المناسبة.
وتفتقر منطقتي أولاد أحمد وأولاد عزوز إلى محطات رسمية للنقل أو مواقف منظمة، كما أن الطرقات في كثير من الأحياء غير مهيأة بما فيه الكفاية لاستقبال حافلات كبيرة الحجم، ما يزيد من تعقيد عملية إدماج هذه المناطق في منظومة النقل الحضري لمدينة الدار البيضاء.
ويرى متتبعي الشأن المحلي أنه رغم توسع المشاريع السكنية وتزايد عدد السكان بشكل مضطرد، إلا أن البنية التحتية لم تواكب هذا النمو الديمغرافي، ما يخلق اختلالا واضحاً بين الحاجيات والخدمات المتوفرة.
أمام هذا الواقع المتأزم وفق مراقبين، تعالت أصوات فعاليات جمعوية وسكان المناطق المتضررة، مطالبة السلطات المحلية والمجالس المنتخبة بالتدخل الفوري لإيجاد حلول ناجعة.
وكشف مصطفى بوعمري، مستشار بجماعة دار بوعزة، عن اختلالات واضحة في توزيع وسائل النقل الحضري داخل تراب الجماعة، مشيرا إلى أن عددا من المناطق، خاصة أولاد أحمد، تعاني من خصاص كبير في وسائل النقل، سواء تعلق الأمر بالحافلات أو بسيارات الأجرة، ما يضاعف معاناة الساكنة في تنقلاتهم اليومية.
وأوضح بوعمري، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، أن هذا النقص الحاد في وسائل النقل يطرح إشكالات اجتماعية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، خصوصا الفئات التي تعتمد بشكل أساسي على النقل العمومي لقضاء أغراضها أو التنقل نحو وسط مدينة الدار البيضاء أو المناطق المجاورة مثل الرحمة.
وأضاف المتحدث أن منطقة الرحمة، والتي تدخل بدورها ضمن النطاق الترابي لجماعة دار بوعزة، تحظى بعناية واضحة من حيث خدمات النقل، حيث تتوفر على عدد مهم من الحافلات وكذا خطوط الباصواي التي تسهل حركة التنقل.
وفي سياق متصل، نوه المستشار الجماعي بالجهود التي تبذلها السلطات المحلية والأمنية من أجل الحد من مظاهر النقل العشوائي، وخاصة العربات المجرورة بالدواب ووسائل النقل السري، التي كانت منتشرة سابقا ببعض الأحياء.
واعتبر أن القضاء التدريجي على هذه الوسائل يعد خطوة إيجابية نحو تحديث البنية التحتية للمنطقة، وتحقيق صورة حضرية تليق بجماعة باتت تشهد توسعا عمرانيا مضطردا.
وختم بوعمري حديثه بدعوة صريحة إلى السلطات المختصة من أجل التدخل العاجل لمعالجة اختلالات النقل داخل جماعة دار بوعزة، عبر تعزيز الأسطول الحضري بالحافلات، وتحسين خدمات سيارات الأجرة، وتوفير حلول بديلة ومستدامة تتماشى مع النمو الديمغرافي الذي تعرفه المنطقة، بما يضمن كرامة المواطن ويحفز التنمية المحلية.
وصرحت زينب التازي، رئيسة جماعة دار بوعزة، بأن السلطات الأمنية والمحلية تبذل مجهودات حثيثة في سبيل التصدي لظاهرة النقل العشوائي، التي أصبحت تشكل معضلة حقيقية أمام تنقل المواطنين بشكل آمن ومنظم.
وأكدت التازي، في تصريح لجريدة 'العمق المغربي'، أن من أبرز مظاهر هذه الظاهرة استمرار استعمال العربات المجرورة بالدواب، والتي لا تواكب المعايير الحديثة للنقل ولا تراعي شروط السلامة، ما يستدعي تدخلًا متعدد الأبعاد لمواجهة هذه الوضعية.
وأضافت رئيسة الجماعة أن جماعة دار بوعزة بدورها لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تسعى جاهدة إلى إيجاد حلول عملية ومستدامة لهذا الإشكال، سواء من خلال التنسيق مع الجهات المختصة، أو عبر طرح مبادرات محلية تهدف إلى تعزيز منظومة النقل العمومي.
وأشارت إلى أن الجماعة أطلقت عدة مقترحات ورفعت مراسلات رسمية إلى الجهات المعنية، في مسعى لإحداث أسطول إضافي من سيارات الأجرة يربط المناطق التي تعرف خصاصاً حاداً في وسائل النقل.
وأوضحت التازي أن منطقتي أولاد أحمد وأولاد عزوز على وجه الخصوص تعانيان من ضعف كبير في التغطية بخدمات النقل، وهو ما يفاقم معاناة الساكنة، خاصة في أوقات الذروة أو في فترات الدراسة والعمل.