اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
عبرت العديد من الفعاليات الحقوقية والبيئية في جهة الدار البيضاء-سطات عن استيائها الشديد من مستوى إنجاز الشركة المكلفة بمشاريع الكورنيش في كل من المحمدية ومنطقة عين السبع بالعاصمة الاقتصادية، حيث وصفت ذلك بـ'خيبة الأمل الكبيرة التي أصابت الزوار'.
وأكدت هيئات جمعوية وحقوقية مهتمة بالشؤون البيئية في الجهة أن المشاريع المنجزة لم ترتق إلى تطلعات الزوار، رغم تخصيص ميزانيات ضخمة تقدر بملايير السنتيمات لتنفيذها، مشيرة إلى أن المنطقتين تتمتعان بمواقع استراتيجية هامة.
وحسب مصادر محلية، فقد تحول كورنيش المحمدية، الذي كان المواطنين ينتظرونه بفارغ الصبر، إلى نقطة جدل، خاصة بعد تعرض الأكشاك والمرافق الصحية للتخريب، ما أثار استياء الساكنة. وتم صرف مبلغ 20 مليار سنتيم لتأهيل الكورنيش.
من جهة أخرى، رفضت جماعة الدار البيضاء، تحت قيادة نبيلة الرميلي، تسلم مشروع كورنيش عين السبع، بسبب وجود خروقات وعدم توافق بعض النقاط مع دفتر التحملات الخاص بالمشروع، وهو ما شكل صدمة للساكنة البيضاوية.
وفي هذا السياق، أعرب سحيم محمد السحايمي، الخبير في الشؤون البيئية، عن خيبة أمله تجاه مستوى الإنجاز في مشاريع كورنيش المحمدية وكورنيش عين السبع، مشيرا إلى أن هذه المشاريع لم ترق إلى تطلعات السكان المحليين، بالرغم من الأهمية الاستراتيجية والموقع الجغرافي الحيوي لهاتين المنطقتين.
وأوضح السحايمي، في تصريح لجريدة 'العمق'، أن كلا الكورنيشين يقعان في مناطق صناعية نشطة ذات مردودية اقتصادية مهمة، سواء من حيث الناتج المحلي أو العائدات الضريبية، وهو ما يجعل منهما من المناطق التي من المفترض أن تحظى بعناية خاصة وتخطيط حضري متقدم.
وأضاف الخبير البيئي أن الأمل كان معقودا على أن تتحول هذه الواجهات البحرية إلى فضاءات سياحية متميزة، تعكس صورة حضارية وتنموية للعاصمة الاقتصادية، إلا أن الواقع جاء مخيبا للآمال.
وسجل المتحدث أن ما تم إنجازه على أرض الواقع جاء دون المستوى المنتظر، حيث كشف المعاينون من المهتمين والمواطنين عن العديد من العيوب البنيوية والوظيفية في هذه المشاريع، مستدلا على ذلك برفض مجلس جماعة الدار البيضاء تسلم مشروع شاطئ عين السبع، في خطوة تعكس حجم النواقص التي رافقت عملية الإنجاز.
وأشار الخبير البيئي إلى أن المواطنين بدورهم لم يخفوا استياءهم من الوضع، لا سيما في مدينة المحمدية، حيث وجد الزوار أنفسهم أمام مرافق ناقصة أو غير صالحة للاستعمال، رغم طول انتظارهم لهذا المشروع الذي كان من المفترض أن يعيد الحيوية السياحية للمنطقة ويعزز جاذبيتها.
وفي سياق تشخيصه للواقع الميداني، أوضح السحايمي أن كورنيش المحمدية يعاني من تخريب واضح في العديد من مرافقه الأساسية، أبرزها الأكشاك والمرافق الصحية، وهي عناصر ضرورية لضمان راحة الزوار والعائلات التي تقصد الشاطئ، خاصة خلال فصل الصيف.
ونبه الخبير البيئي إلى تضرر الألعاب الترفيهية التي كانت موجهة للأطفال، مما يُضعف من الجانب الترفيهي ويقلل من جاذبية المكان كوجهة عائلية، مشددا على ضرورة المراجعة العاجلة لتدبير هذه المشاريع، سواء من حيث الجودة الهندسية أو من حيث التسيير والصيانة، داعيا إلى تبني مقاربة تشاركية تنطلق من حاجيات المواطنين وتستحضر الخصوصيات البيئية والاقتصادية للمجال الساحلي.