اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ نيسان ٢٠٢٥
رغم مرور أكثر من عقد على توقف شركة 'مايكروسوفت' عن دعم نظام التشغيل 'ويندوز XP'، لا تزال مؤسسات بنكية مغربية تعتمد عليه في شبابيكها الأوتوماتيكية، ما يثير مخاوف جدية بشأن مستوى الأمان المعلوماتي المعتمد لحماية البيانات الحساسة للزبناء.
وفي ظل تصاعد التهديدات السيبرانية وتطور أدوات القرصنة، تبرز تساؤلات ملحة حول استعداد البنوك المغربية لمواكبة التطورات التقنية وضمان أمن بيانات عملائها، وما إذا كان الوقت قد حان لتدخل حاسم من الجهات الرقابية لوضع حد لهذا الخطر.
'قنبلة موقوتة' تهدد القطاع البنكي
في هذا السياق، كشف المهندس إبراهيم الموساوي، الخبير في الأمن السيبراني ومدير شركة C2M، في تصريح خاص لجريدة 'العمق'، عن معطيات مقلقة وقدم توصيات عاجلة لمواجهة هذه الثغرة الأمنية.
وحذر المهندس إبراهيم الموساوي بشدة من المخاطر الجسيمة التي ينطوي عليها استمرار بعض البنوك في استخدام نظام 'ويندوز XP'، مؤكدا أن هذا النظام، الذي أوقفت 'مايكروسوفت' دعمه منذ عام 2014، بات يشكل 'قنبلة موقوتة' يمكن أن يستغلها أي طرف لاختراق البيانات البنكية.
وأوضح الموساوي أن 'الطبيعة الحساسة للملفات البنكية تتطلب تحديثاً فورياً للأنظمة المعلوماتية'، مشيراً إلى أن 'وجود عدد من أجهزة الصراف الآلي التي لا تزال تعمل بهذا النظام القديم يمثل تهديداً مباشراً لأمن المعلومات'.
وأضاف أنه 'على الرغم من تبني البنوك لاستراتيجيات في مجال الأمن السيبراني، فإن وجود نقاط ضعف في الأنظمة القديمة مثل XP، وعدم تحديثها، يترك الباب مفتوحاً أمام المخاطر المحتملة'. ولفت إلى أن أنظمة التشغيل الحديثة مثل 'ويندوز 10″ و'ويندوز 11' توفر مستوى حماية أعلى، إلا أن النظام بشكل عام 'لا يخلو من علامات استفهام'، خاصة مع التطور المتسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهل عمليات الاختراق.
وشدد الخبير على أهمية ترسيخ ثقافة وقائية لدى المؤسسات والأفراد، مشيرا إلى ضرورة 'التعامل بحذر مع التطبيقات، وتفعيل وإلغاء التفعيل بوعي، وتجنب إدخال المعلومات الحساسة في أجهزة غير آمنة'.
دعوة لتدخل بنك المغرب العاجل
دعا الموساوي البنوك إلى 'فسح المجال لدمج أنظمة حماية أكثر تطوراً للتطبيقات البنكية'، مشيرا إلى أن 'الكثير من هذه التطبيقات قديمة وأصبحت غير قادرة على مقاومة التهديدات الرقمية، على الرغم من سهولة استخدامها'.
وانتقد لجوء بعض المؤسسات إلى الإبقاء على الأنظمة الكلاسيكية لتجنب تكاليف التحديث، مؤكداً أن 'الاستثمار في حماية قوية، وإن كان مكلفاً في بعض الأحيان، يضمن جودة الحماية ويمنع اختراق الحسابات والمعلومات الحساسة'.
وأكد على ضرورة تدخل بنك المغرب بشكل حازم لإلزام جميع المؤسسات البنكية بتحديث أنظمتها، مشدداً على أن هذا التدخل يجب أن يشمل أيضاً كاميرات المراقبة المثبتة في أجهزة الصراف الآلي، لأن 'الأمر لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة قصوى لحماية الملفات والبيانات البنكية'.
نصائح للمواطنين لتعزيز الحماية
فيما يتعلق بالمستخدمين، قدم الموساوي نصائح عملية للمواطنين، داعيا إياهم إلى 'تجنب استخدام أجهزة الصراف الآلي القديمة التي يساورهم الشك في أمانها، وعدم إدخال بطاقاتهم البنكية في أي جهاز غير موثوق'. كما نصح باعتماد بطاقتين بنكيتين، إحداهما للمشتريات الصغيرة والأخرى لتخزين المبالغ الأكبر، للحد من الخسائر المحتملة في حال وقوع اختراق.
واختتم الموساوي تصريحه بالتأكيد على أهمية الحذر من الرسائل والروابط المشبوهة، وعدم التفاعل مع المسابقات الإلكترونية أو إدخال البيانات البنكية في مواقع غير موثوقة، قائلا: 'الثقافة الوقائية لم تعد رفاهية، بل ضرورة حتمية في عصر يشهد تطوراً سريعاً ومتزايداً في أساليب الاختراق'.