اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
أكد ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الانشقاقات والصراعات الداخلية أضعفت الحزب في الـ25 سنة الأخيرة، مؤكدا أن 'أهل سوس لطالما اختاروا الانتماء لهذا الحزب'.
وقال لشكر، في كلمته خلال المؤتمر الإقليمي لحزب الوردة بمدينة أكادير أمس الأحد: 'نحن في الاتحاد كنا قليلين، ولم يكن لدينا ما يمكن تقسيمه، ورغم ذلك شهدنا انشقاقات متكررة، فخلال 25 عاماً، خرج من الاتحاد أكثر من ستة أو سبعة أحزاب، وكل من خرج ادعى أنه البديل الحقيقي، وأن ما تبقى في الاتحاد فاسد، وأنه هو من يملك الحقيقة. ومع ذلك، عندما يخرج هؤلاء إلى الواقع العملي، يدركون كم هو صعب أن يكون لديك مشروع حقيقي وناجح'.
وأضاف: 'المرض والداء انطلقا من داخل حزب الاتحاد الاشتراكي، نتيجة للتسابق على المواقع والمصالح الشخصية والأنانيات. وهذه ليست حالة أكادير فقط، بل هي طبيعة البشرية منذ نشأتها. إذا عدنا إلى التاريخ، نجد أن الرسول عندما نجح في رسالته، بدأت الفتنة الكبرى بعد عقود، حيث انقسم المسلمون وحارب بعضهم البعض، وعشنا حيرة في تصنيف الشهداء وغير الشهداء في الحروب التي عاشها الإسلام والسياسة'.
وتابع: 'يجب ألا نُحمِّل تاريخنا أو شبابنا أو أفرادنا المسؤولية الكاملة. هذه طبيعة البشرية، ودورة الحضارات التي تتكرر عبر الزمن. فالأمم تصعد وتتطور وتتوجه نحو المستقبل، ثم تمر بمنحدرات وتراجعات. هذا ما جرى للبشرية، وهذا ما جرى للاتحاد الاشتراكي، وكانت أكادير نموذجاً واضحاً لما حدث للاتحاد'.
وردا على التباين في تموقع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال لشكر: 'الأوراش الكبرى التي انطلقت في أكادير، والتي كان وراءها الاتحاديون الذين تحكموا في القرار، ليست مرتبطة بسؤال سطحي عن المعارضة أو الأغلبية. نحن نتحدث عن مسار استمر لمدة 40 عاماً، قاده الاتحاديون الاتحاديون، وتُوج بمشروع ملكي كبير لهذه المدينة. ورغم الضعف الذي مررنا به، كان الخيار واضحاً، إما أن ننسحب ونترك كل شيء، أو نواصل العمل لتحقيق الأهداف'.
وأكد المتحدث ذاته أن 'الاتحاديين اختاروا المشاركة في الأغلبية لضمان استمرار هذه الأوراش الكبرى، ولتحقيق ما تنتظره أكادير من أدوار في السياق الوطني بداية من من التحضير لكأس أمم إفريقيا وكأس العالم، فضلا عن وصول الطرق السيارة وخطوط السكك الحديدية فائقة السرعة، إضافة إلى الدور المحوري الذي ستلعبه أكادير كنقطة وصل بين شمال إفريقيا وغربها، وكنافذة على القارة الأمريكية'.
وتابع موضحا: 'عندما يُفتتح الميناء الأطلسي في الداخلة، ستكون أكادير أول بوابة له ضمن الموانئ المغربية، وستلعب دوراً محورياً في التجارة المتجهة شمالاً. لذلك، وبهذه الأبعاد الاستراتيجية، اختار الاتحاديون أن يكونوا ضمن الأغلبية لتحقيق هذه الأهداف الكبرى، ولو كانت العواصم تختار من خلال تموقعها في وسط البلدان لكانت مدينة أكادير هي عاصمة المغرب'.
من جهة ثانية، أكد المسؤول الحزبي المكانة التاريخية لحزب الاتحاد الاشتراكي بمدينة أكادير، حيث أشار بهذا الخصوص إلى أن 'تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يتحول اسمه إلى الاتحاد الاشتراكي، كان على يد أبناء منطقة سوس، كما أن الحزب لعب، وفق تعبيره، أدوارا تاريخية داخل الحركة الوطنية من أجل الاستقلال والوحدة'.
وزاد: 'عندما نتحدث عن تأسيس الاتحاد، نقول إنه نشأ من الطبقة العاملة ومن الاتحاد المغربي للشغل، كما نشأ من فروع جيش التحرير والمقاومة المسلحة الذين تعرضوا للقمع والضغط بعد الاستقلال. بالإضافة إلى ذلك، نشأ الاتحاد من النخب الشابة والمثقفة داخل الحركة الوطنية، التي عبّرت عن المشاكل الداخلية التي شهدها حزب الاستقلال آنذاك وأدت إلى الانشقاق'.