اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٧ نيسان ٢٠٢٥
أفادت جريدة 'لاراثون' الإسبانية أن وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عقد اجتماعا مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، يوم الخميس، في لقاء وصفته وزارة الخارجية الإسبانية بأنه مناسبة لـ'الاحتفاء بالوضع الممتاز' للعلاقات الثنائية بين البلدين، وتقييم التقدم المُحرز في تنفيذ خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بين الرباط ومدريد سنة 2022.
وحسب المصدر ذاته، فإن اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الخارجية الإسبانية في قصر فيانا، تناول مجموعة من القضايا الاستراتيجية، من بينها التعاون في مجالات الهجرة، والاقتصاد، والتبادل التجاري، والأمن كما استغلت مدريد المناسبة لتوجيه الشكر للمغرب على المساعدات التي قدمها في أعقاب كارثة 'DANA'، التي خلفت أضراراً واسعة بإسبانيا.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق استئناف اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى بين البلدين، إذ سبق لألباريس أن شارك في القمة الثنائية التي احتضنتها الرباط في ديسمبر 2023، كما رافق رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في زيارته الخامسة للمملكة في فبراير 2024. أما بوريطة، فقد عاد إلى إسبانيا في زيارة رسمية هي الأولى منذ لقائه مع وزير الخارجية الإسباني الأسبق جوزيب بوريل في نوفمبر 2019.
وحسب المصدر ذاته يشكل هذا اللقاء تتويجا لمسار دبلوماسي انطلق قبل ثلاث سنوات، عقب رسالة وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، أعلن فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي بشأن الصحراء المغربية، واصفاً إياه بـ'الأكثر جدية ومصداقية وواقعية' لحل النزاع، وهو الموقف الذي شكل تحولا كبيرا في السياسة الخارجية الإسبانية، ومطابقةً لموقف الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب.
هذا التحول، رغم ما أثاره من انتقادات داخلية حادة من قبل أحزاب المعارضة وشركاء التحالف الحكومي، الذين اعتبروا ذلك خروجا عن نهج الحياد التاريخي لإسبانيا ودعمها لقرارات الأمم المتحدة، إلا أنه أفضى إلى إنهاء أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، وتجديد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وكانت الأزمة قد اندلعت في أبريل 2021، عقب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، لتلقي العلاج من فيروس كورونا، وهي الخطوة التي اعتبرها المغرب استفزازا، ورد عليها بتجميد العلاقات وتكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي.
وبعد زيارة سانشيز للرباط في أبريل 2022، أعلن البلدان عن خارطة طريق جديدة، تم تجديد الالتزام بها خلال الاجتماع رفيع المستوى في فبراير 2023، وجرى تحديد أهداف استراتيجية لتطوير التعاون، خصوصا في مجالات مكافحة الإرهاب، وضبط الهجرة، وفتح المعابر الجمركية بمدينتي سبتة ومليلية، وهي خطوة لا تزال في طور التفعيل التدريجي.
وبينما تظل تفاصيل تنفيذ هذه الخارطة محاطة بكثير من الغموض، إلا أن مؤشرات التقارب والتنسيق المتواصل توحي بأن العلاقات المغربية الإسبانية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ شراكة متعددة الأبعاد، تتجاوز الخلافات الظرفية وتؤسس لتحالف إقليمي قوي في الضفتين.