اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
تمكن فريق دولي، بمشاركة باحثين مغاربة من مركز 'African Genome Center' بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات (UM6P)، وجامعة القاضي عياض بمراكش، من إنشاء نموذج جينومي مفصل لشجرة الأركان (Sideroxylon spinosum).
وكشفت مجلة Scientific Data الدولية التابعة لمجموعة Springer Nature البريطانية عن هذه الدراسة الرائدة، التي تمثل خطوة نوعية لفهم التطور الوراثي للشجرة، التنوع الجيني، وخصائص إنتاج الزيت ومقاومة الضغوط البيئية.
وأظهرت الدراسة أن الباحثين استخدموا تقنيات PacBio HiFi للقراءة الطويلة وIllumina Hi-C لربط الكروموسومات، ما سمح بالحصول على نموذجين مستقلين لكلا الأليلين الأبويين للشجرة، يبلغ حجم كل منهما 636 و655 ميغابايت، مع دقة تامة تفوق 97.8% حسب مؤشرات BUSCO.
ويحتوي كل نموذج على 11 كروموسوما مكتملا من الطرف إلى الطرف، بما يعكس أعداد الكروموسومات المعروفة لدى نباتات عائلة Sapotaceae، كما تم التعرف على نحو 28 ألف جين مشفر للبروتينات لكل نموذج. وأشارت الدراسة إلى وجود 60% من الجينوم متكررا، ما يعكس تعقيد التركيب الوراثي للشجرة.
كما تمكن الباحثون من تجميع الجينوم الخاص بالكلوروبلاست بشكل مستقل، ما يضيف قيمة علمية هامة لدراسة الفسيولوجيا النباتية وعملية إنتاج الزيت. وأظهرت المقارنات مع جينومات أخرى من عائلة Sapotaceae استقرار الكروموسومات داخل العائلة، مع بعض التحولات والتوسع في التكرارات في أكبر الكروموسومات.
وشدد الباحثون على أن هذا الإنجاز سيوفر أداة أساسية لدراسة التنوع الجيني لشجرة الأركان، وفهم خصائصها البيولوجية، ودعم برامج التحسين الوراثي. ويأتي هذا في وقت تواجه فيه مناطق الأركان في المغرب تحديات بيئية متزايدة تشمل الجفاف، ارتفاع درجات الحرارة، واستغلالا غير مستدام للشجرة، ما يجعل حماية هذا المورد الطبيعي أولوية اقتصادية واجتماعية.
وأضافت الدراسة أن زيت الأركان يمثل مصدر دخل مهم للعديد من الأسر المغربية، خصوصا النساء اللاتي يقمن بدور محوري في سلسلة الإنتاج، ما يجعل الحفاظ على التنوع الجيني للشجرة أمرًا حيويا لاستدامة هذه الصناعة التقليدية والاقتصاد المحلي.
وأشار التقرير إلى أن البيانات الجينومية ونتائج التجميع متاحة للباحثين عبر المستودعات العلمية العالمية ENA وZenodo، فيما يمكن الاطلاع على البروتوكولات والأدوات التحليلية عبر GitHub، ما يعكس التزام الفريق بالبحث المفتوح ودعم الدراسات المستقبلية.
