اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٤
الدكتور محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، الذي أُطلق عليه لقب 'رجل الجائحة' خلال فترة جائحة كوفيد-19 التي شهدتها العالم والمغرب قبل حوالي خمس سنوات، عاد بعد فترة من التحفظ وعدم التحدث مع وسائل الإعلام، من خلال 'بودكاست إضاءات' الذي تبثه جريدة 'العمق المغربي'، ليتحدث عن بعض تفاصيل إدارته للجائحة، وقصة استقالته، والتوتر الذي نشأ آنذاك بينه وبين وزير الصحة، خالد ايت الطالب.
خلال الدقائق الأولى التي علمت فيها مديرية الأوبئة بوزارة الصحة بوجود فيروس جديد، ساد القلق والترقب، وفقًا لما قاله اليوبي، خاصة أنه وزملاؤه في الهيئة لم يتوقعوا أن يكون الأمر متعلقًا بفيروس سينتشر بالطريقة التي حدث بها انتشار فيروس كورونا. كان توقعهم أن يكون الفيروس واحدًا من الفيروسات المعروفة التي تنتشر في فصل الشتاء بأعراض قوية تشبه فيروس الأنفلونزا، ولكن لم يتجاوزوا هذا السيناريو في التوقعات.
رصد الفيروس
قال مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض إن المديرية بدأت في مرحلة مبكرة من التعامل مع هذا الفيروس برصد المعلومات حول طبيعته وأعراضه، لتسهيل عملية الرصد الوبائي والبحث عن الحالات المصابة به.
وأضاف اليوبي أن التواصل مع الرأي العام في حالات الطوارئ الصحية، لم يكن معتادًا بالشكل الواسع وعبر القنوات التلفزيونية كما حدث لاحقًا خلال فترة الجائحة. كان يقتصر في بعض الأحيان على بيان صحفي أو وثيقة نشرت على بوابة وزارة الصحة. ولذلك، لم يكن من المتوقع أن يتطلب التواصل مع المواطنين بصورة يومية، مشيرًا إلى أن التواصل يأتي وفقًا لمتطلبات الحالة الصحية الطارئة لتوعية المواطنين وتشجيعهم على المشاركة في الإجراءات والتدابير التي توصي بها الوزارة.
وكشف اليوبي أنه بعد ثلاثة أيام من اكتشاف المديرية لهذا الفيروس، قدم وثيقة إلى وزير الصحة تبلغه بالإجراءات المقترحة لمواجهة هذه الحالة الطارئة في الصحة. وأشار إلى تفعيل لجنة وطنية تضم مختلف الفاعلين والقطاعات المعنية، والتي عقدت أول اجتماع لها في منتصف الليل.
وفي استجابته لبعض الآراء التي اعتبرت أن اللجنة العلمية لكوفيد-19 كانت غير فعالة، وأن إدارة الجائحة لم تأخذ توصياتها بجدية، أوضح اليوبي أن اللجنة كانت موجودة من قبل الجائحة وكانت تتبع المديرية باستمرار فيما يتعلق بالتصدي والاستعداد للأنفلونزا الموسمية. وأضاف أن نفس اللجنة تم تفعيلها في سياق مواجهة كورونا، حيث تم توفير التوصيات العلمية التي تم تنقيحها بالمزيد من التخصصات لتكييفها مع الظروف من قبل الجهات المعنية بإدارة الجائحة.
ضغوط وتوترات
وحول ما قيل عن تعرض محمد اليوبي لضغوطات أدت إلى ابتعاده عن الأنظار فجأة، أكد المتحدث أن تدبير أي أزمة يمكن أن يشهد احتكاكات وتوترات، وفي بعض الأحيان قد لا يكون هناك اتفاق داخلي داخل الفريق.
وكشف اليوبي أن تلويحه بالاستقالة كان شفويًا في لحظة غضب بين بعض الأشخاص في الوزارة، وأرجع ذلك إلى نية بعض الأشخاص في محيط الوزير الذي كان مسؤولًا عن الصحة، مشيرًا إلى أن شخصين نقلوا معلومات خاطئة عنه للوزير، مما أدى إلى توتر في العلاقة بينهما قبل أن يتدخل آخرون في القطاع لتصحيح الأمور. وأكد اليوبي أنه تمت تنحية الشخصين الذين سببوا في هذه المشكلة من الوزارة، وظل في منصبه بعد ذلك.
وبالنسبة للأقاويل التي أشارت إلى وجود علاقة مقربة بينه وبين رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، وتلقيه معلومات مباشرة منه بخصوص تدبير الجائحة، نفى اليوبي صراحة صحة هذه الأقاويل، مؤكدًا أنه لم يكن هناك سوى لقاء واحد وبحضور وزير الصحة، وأنه ليس له أي علاقة حزبية مع حزب العدالة والتنمية، على الرغم من أنه كان فاعلاً حزبيًا في بني ملال خلال عمله هناك، ولكن ليس ضمن حزب 'المصباح'.