اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
عبّرت فعاليات مدنية وسكان مدينة الرشيدية، عن استيائهم مما وصفوه بـ“غياب رؤية بيئية حقيقية لدى المجلس الجماعي في ما يتعلق بسياسة التشجير الحضري”، مؤكدين أن “المقاربة المعتمدة لا تواكب التحولات المناخية التي تشهدها المنطقة، وتُهمّش الخصوصيات الإيكولوجية للمجال الجاف وشبه الصحراوي”، وفق تعبيرهم.
جاء ذلك ضمن عريضة مدنية تم توقيعها من طرف أزيد من 1207 شخصا إلى حدود الساعة، وُجّهت إلى المجلس الجماعي للمدينة، وذلك للمطالبة بإيقاف ما اعتبرته “تشجيراً عشوائياً” يقتصر على غرس أشجار النخيل فقط، رغم محدودية ظلها، وضعف أثرها في ترطيب الأجواء أو خفض درجات الحرارة، بحسب نص العريضة.
وانتقد الموقعون على العريضة ما أسموه بـ“اعتماد معايير جمالية سطحية” في اختيار أنواع الأشجار، دون استناد إلى دراسات علمية أو تشخيص بيئي محلي، مشيرين إلى أن أشجار النخيل غالباً ما يتم جلبها من خارج المدينة، وتُنقل دون شروط فنية كافية، مما يؤدي إلى تلف بعضها أو التخلي عنها في الشوارع، بما يشكل منظرا يسيء إلى الذوق العام والبيئة الحضرية.
في المقابل، تقترح العريضة اعتماد أصناف نباتية أكثر ملاءمة للمناخ المحلي، مثل الخروب، اللبخ، التيبوانا والباولونيا، والتي يُعرف عنها قدرتها على توفير الظل، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، ورفع الرطوبة النسبية، فضلًا عن تعزيز التنوع البيولوجي داخل الأحياء.
وطالبت المبادرة بإعداد مخطط بيئي حضري تشاركي ومستدام، يشرك الفاعلين البيئيين والجمعيات المحلية وساكنة الأحياء في تحديد اختيارات التشجير. كما دعت إلى تفعيل مبدأ المسؤولية البيئية داخل كل المشاريع الحضرية التي تمس الفضاء العام.
وأكدت العريضة في الختام، أن “هذه الخطوة التي تأتي في إطار مبادرة مدنية سلمية ومستقلة، لا تحركها أي اعتبارات سياسية أو حزبية، بل تهدف إلى تحسين جودة الحياة بمدينة الرشيدية، والحفاظ على ما تبقى من رصيدها الطبيعي في مواجهة التحديات المناخية المتصاعدة”.