اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
تواجه مناطق زراعة الصبار تحديات كبيرة جراء انتشار “الحشرة القرمزية”، وهي آفة زراعية خطيرة تهدد بتدمير محاصيل الصبار، الذي يُعرف محليًا باسم 'الكرموس الهندي'.
وتعد هذه الفاكهة المصدر الرئيسي لدخل الكثير من المزارعين، خاصة في المناطق القروية، إذ تبرز منطقة المجدبة بنواحي المحمدية كنموذج للجهود المبذولة لمكافحة هذه الحشرة والحفاظ على محصول الصبار، وسط تحديات كبيرة مثل التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف المبيدات الحشرية الزراعية.
ويخوض فلاحو دوار المجدبة، التابع لإقليم المحمدية، معركة يومية ضد الحشرة القرمزية التي دمّرت آلاف الهكتارات من نبات الصبار في عدد من جهات المملكة، وذلك بالاعتماد على مبيد معروف محليا باسم 'راس اللفعة'، أثبت فعاليته الميدانية رغم كلفته المرتفعة وصعوبة توفره بشكل منتظم.
في هذا الدوار، لا تزال نبتة الصبار تقاوم الزوال، بفضل تعبئة جماعية ومجهودات فردية، لكن الخطر لم ينتهِ بعد. فالمبيد الذي أثبت فعاليته يظل بعيد المنال بسبب سعره المرتفع، في وقت بدأت فيه مؤشرات الانتكاسة تظهر بمجرد التوقف المؤقت عن الرش.
وأكد عدد من فلاحي المنطقة أن هذا المبيد مكّنهم من الحد من انتشار الحشرة القرمزية بعد فشل الأدوية السابقة التي وُزعت عليهم في تحقيق نتائج ملموسة. وتكمن فعالية 'راس اللفعة'، وفق تجاربهم، في قدرته على الحد من تكاثر الحشرة عند استعماله بطريقة منتظمة كل خمسة عشر يوما.
ويقوم الفلاحون بخلط نصف لتر من المبيد مع 200 لتر من الماء، باستخدام مضخات ظهرية أو معدات رش تعمل بالمحرك. ويبلغ سعر اللتر الواحد من 'راس اللفعة' نحو 700 درهم، وهو ما يجعل هذه العملية مكلفة وتتطلب دعما مستداما حتى تستمر.
وقال أحد الفلاحين لجريدة 'العمق المغربي' إن استمرار عمليات الرش طوال العام مكّن من الحفاظ على نبتة الصبار في دوار المجدبة، بخلاف مناطق أخرى شهدت اختفاء شبه تام لها. وشدد على أن توقف العلاج يؤدي إلى عودة سريعة للحشرة وانتكاس المجهودات المبذولة.
وفي السياق ذاته، كشف أحد الزوار المهتمين بالشأن الزراعي أن دوار المجدبة يُعد من المناطق القليلة التي لا يزال فيها الصبار قائما، مقارنة بمناطق مثل تيزنيت والرحامنة التي اختفت فيها هذه النبتة تماما. وأرجع ذلك إلى تعبئة السكان وتفانيهم في حماية محاصيلهم، واصفا ما يجري بـ'الحملة النموذجية'.
كما أشار إلى أن فاكهة الصبار ما تزال تُعرض للبيع على جنبات الطريق في المنطقة، في حين غابت عن الأسواق القروية المجاورة، ما يعكس نجاح الجهود الفردية في التصدي للآفة.
وفي ظل محدودية الدعم المقدم من السلطات، والذي اقتصر على كميات محدودة من المبيد وبعض معدات الرش، ناشد الفلاحون الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير هذا المبيد بشكل منتظم وبأسعار معقولة، تفاديا لخطر انتكاسة قد تجهز على ما تبقى من محاصيل الصبار.
يشار إلى أن الحشرة القرمزية ظهرت لأول مرة في المغرب سنة 2016، وتسببت في أضرار كبيرة لنبات الصبار، ما دفع وزارة الفلاحة إلى إطلاق حملات لمعالجتها، شملت توزيع أدوية متعددة، غير أن فعاليتها ظلت محل شك في عدد من المناطق المتضررة.