ندوة دولة بالمغرب تناقش تحديات وحلول تمويل التنمية المحلية

نظمت جمعية جهات المغرب والجامعة الإفريقية للعلوم والتكنلوجيا، اليوم الثلاثاء، الدورة الثانية من المنتدى الدولي حول مستقبل الجماعات، الهادف إلى تكوين منصة للتفكير وتبادل الخبرات والتجارب حول التمويل بالجماعات الترابية بحضور العديد من الفاعلين المنخرطين في التنمية المجالية بالسنيغال والمغرب.

المنتدى المنظم تحت شعار 'تمويل التنمية المحلية'، جاء بدعم من لجنة الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا ووزارة الداخلية المغربية ووزارة الجماعات الترابية والتنمية وإعداد التراب بالسنيغال.

في هذا السياق أكدت امباركة بوعيدة، رئيسة جمعية جهات المغرب، خلال كلمتها الافتتاحية، أن تمويل الاستراتيجيات المتعلقة بالتنمية المحلية، يعد التحدي الرئيسي في وجه الجماعات المحلية من أجل أجل القيام بالإصلاحات الضرورية، وتأكيد مكانتها كلاعب رئيسي في مجال التنمية الإقليمية.

وقدمت بوعيدة جملة من التحديات التي تواجه تمويل الجماعات وعلى رأسها تحدي ذا بعد استراتيجي، يجعل من التمويل مفتاح لكل نظام لتنفيذ خطط التنمية سواء على المستوى الوطني أو الجهوي، كما أن التحدي الإقتصادي إذ يجب جعل الاستثمارات سواء المتعلقة بالقطاع العام أو الخاص رافعة رئيسية للتنمية الوطنية.

وشددت المتدخلة خلال الندوة المنظمة من قبل جمعية جهات المغرب والجامعة الإفريقية للعلوم والتكنولوجيا، على وجوب حماية السياسات المحلية من النزاعات غير المبررة، على اعتبار أنها من بين أهم التحديات.

وشدد على وجوب جعل الجماعات وسيلة فعالة لتقليص التفاوتات المجالية، التي يعود سببها بالأساس إلى عوامل متعلقة بالتوزيع غير العادل لمجموعة من المشاريع والاستثمارات.

وأشارت المتدخلة إلى وجوب بناء علاقات متينة سواء مع القطاع العام أو الخاص، من العمل على التمويل المشتركة للخدمات العامة، بما فيها المرافق الجماعية.

وأكدت بوعيدة وجوب الاستعانة بمؤسسات الائتمان التي تعمل على تمويل القطاع العام المحلي وتسهل في الوقت نفسه تعزيز الخبرة والاستثمارات المحلية القادرة على تحقيق التنمية.

وتابعت: 'يمكن اللجوء إلى الاقتراض بالعملات الأجنبية على أن يكون ذلك مبنيًا على تحليل لأسعار الفائدة، وكذلك سعر الصرف، ودراسة التطورات المحتملة، كما يمكن اللجوء إلى التمويل عبر سوق السندات والاستفادة من الشروط المالية المقدمة'.

وحسب المصدر ذاته، فإن المنتدى يؤكد رؤية المغرب التضامنية مع أفريقيا، وذلك تحت التوجهات الملكية للملك محمد السادس.

من جانبه أوضح أليو سال، الرئيس المؤسس لـ'Fiaterr'، أن اختيار المملكة المغربية لاستضافة هذا المنتدى ليس بمحض الصدفة.

وأضاف: 'المغرب يعتبر مثالا ملهما في مجال التنمية المحلية، من خلال رؤيته الاستراتيجية وسياساته الابتكارية، إذ نجحت السلطات المغربية في تعزيز تنمية متوازنة وشاملة في مختلف المناطق'.

وويرى أن المغرب 'يشهد له بمبادرته المتعلقة بالجماعات المحلية الأفريقية، إذ استضاف 'CGLUA'، كما عمل على إنشاء صندوق مخصص للتعاون الدولي اللامركزي تستفيد منه الجماعات المحلية الأفريقية'.

واعتبر المتدخل أن الجماعات غالبا ما تواجه صعوبات مالية تعيق قدرتها على تحقيق مهمتها، مشيرا إلى أن الموارد المتاحة لديهم غالبًا ما تكون غير كافية مقابل حجم الاستثمارات المطلوبة، والآليات التمويلية الحالية لا تتناسب دائمًا مع احتياجاتهم الخاصة.

وانطلاقا من الدور المحوري الذي تلعبه الجماعات الترابية في خدمة المواطن، أكد المتحدث أنه من الضروري التفكير في حلول مبتكرة ومستدامة لضمان تمويل كاف للجماعات المحلية.

وأشار رئيس 'Fiaterr' أن البلدان اللامركزية حققت نتائج أفضل، إذ تتميز هذه البلدان بقدرتها المالية المتزايدة، ما يتيح له إمكانية تنفيذ جزء كبير من النفقات العامة.

وشدد المتحدث على إمكانية تمويل التنمية المحلية عن طريق التوزيع الجيد للثروات وتعزيز مبدأ الإشراف الفرعي داخل القطاع العام.

وأوضح أن المنتدى يشكل فرصة للنقاش، حول الممارسات الجيدة المطبقة في دول مختلفة، وتحديد العقبات التي تعيق تمويل الجماعات المحلية، واقتراح مسارات للتفكير من أجل تجاوزها.

جدير بالذكر أنه تم توقيع شراكتين بين كل من جمعية جهات المغرب، ونظيرتها ببوركينافاسو والسنغال من أجل تعزيز التعاون بينهم.

ويوفر المنتدى منصة لاكتشاف حلول مبتكرة فيما يخص التمويل، وتحديث التعاون اللامركزي بإفريقيا وتحفيز إجراءات ملموسة لصالح مجتمعات مستدامة ومرنة ومزدهرة.