اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن المغرب يسجل سنويا ما يقارب 25.000 حالة لسعة عقرب، منها 2500 حالة فقط تُصنف كتسمم فعلي، بينما يتم علاج أكثر من 22.500 حالة بنجاح في المؤسسات الصحية، مشيرا إلى أن نسبة الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب انخفضت من 2.37% سنة 1999 إلى 0.14% سنة 2023.
وأوضح التهراوي أن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يسجل سنويا حوالي 250 حالة لدغة أفعى، مشيرا إلى انخفاض نسبة الوفيات الناتجة عنها من 7.2% سنة 2012 إلى 1.9% سنة 2024.
ولفت التهراوي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة عبد الكريم مزيان بالفقيه، ضمن يوم دراسي نظمته الوزارة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية المبذولة في مجال مكافحة التسممات اليوم الثلاثاء، أنه سجلت 23 حالة وفاة بسبب لسعات العقارب خلال سنة 2023، مقابل 53 حالة وفاة سنة 2016. أما بخصوص لدغات الأفاعي، فقد أشار إلى تسجيل ما معدله 20 حالة وفاة سنويا.
وفي ما يتعلق بالأمصال، أكد الوزير أن المغرب يوفر مصل 'Inoserp MENA' المضاد لسم الأفاعي، ويُوزع سنويا على الجهات ذات الخطورة المرتفعة. أما بخصوص لسعات العقارب، فأوضح أن استعمال المصل المضاد تم حذفه من البروتوكول العلاجي الوطني لثبوت عدم فعاليته واحتمال تسببه في مضاعفات خطيرة مثل الصدمة التحسسية.
وأضاف التهراوي أن الاستراتيجية الوطنية، التي أطلقتها الوزارة منذ سنة 1999 وتم تعزيزها سنة 2013، مكنت من تحقيق نتائج إيجابية ملموسة، خاصة في ما يتعلق بتخفيض معدلات الوفيات، موضحا أن هذه الاستراتيجية تعتمد على مقاربة متعددة القطاعات، تشمل التوعية، وتحسين التكفل العلاجي، وتعزيز التكوين المهني لموظفي القطاع الصحي، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، بما فيها الأمصال المضادة لسم الأفاعي، وتوزيع الأطقم العلاجية الخاصة بلسعات العقارب.
وفيما يخص أنواع الأفاعي بالمغرب، أشار الوزير إلى أن المغرب يحتضن حوالي 30 نوعا من الأفاعي، منها 8 أنواع سامة وخطيرة على صحة الإنسان، موزعة بين صنف الكوبرا (Elapidae) وصنف الأفاعي (Viperidae)، والتي تشمل، من بين أنواع أخرى، الأفعى القرنية، وأفعى موريطانيا، وأفعى الأطلس القزمية. أما العقارب، فقد تم تحديد حوالي 50 نوعا بالمملكة، 20 منها سامة.
وأكد أن الوزارة اقتنت خلال هذه السنة أكثر من 1200 وحدة علاجية تركيبية خاصة بلسعات العقارب، و600 حقنة من الأمصال المضادة لسم الأفاعي، وزعتها على كافة الجهات والمؤسسات الاستشفائية الجامعية، في إطار خطة استباقية للحد من آثار هذه التسممات.
وأوضح أن التسممات الناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي تتركز بشكل خاص في عدد من الجهات، من بينها مراكش آسفي، سوس ماسة، بني ملال خنيفرة، درعة تافيلالت، والدار البيضاء سطات، مضيفا أن الأطفال دون سن الخامسة عشرة هم الفئة الأكثر تعرضا للوفيات جراء هذه التسممات، نظرا لصغر حجم أجسامهم وحساسية أجهزتهم الحيوية.
وأكد التهراوي أن نسبة كبيرة من لسعات العقارب تحدث داخل المنازل، بنسبة 40%، وتتركز بشكل خاص في اليدين (50%) والقدمين (45%). أما لدغات الأفاعي، فتصيب بالأساس الذكور بنسبة 59% خلال الأنشطة الفلاحية، بنسبة 70%، خصوصا بين شهري أبريل وشتنبر.
وشدد الوزير على أهمية التكوين المستمر لمهنيي الصحة، مشيرا إلى أن الوزارة تنظم دورات منتظمة تهدف إلى تحسين كفاءاتهم في التصنيف والتدخل العلاجي للحالات حسب درجة الخطورة، مضيفا أنه تم تفعيل منظومة المداومة الطبية المستمرة على مدار الساعة، بإشراف أطباء متخصصين في علم التسمم، من أجل توجيه الحالات وضمان سرعة وفعالية التدخلات.
وشدد المتحدث على استمرار الوزارة في جهودها الرامية إلى تحسين وسائل الوقاية، وتعزيز التكفل العلاجي، والتقليص من معدل الوفيات، تحقيقًا لهدف 'صفر وفاة'، رغم التحديات المرتبطة بصعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية ببعض المناطق، وانتشار الممارسات التقليدية غير الفعالة.