اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
في خطوة قد تعيد رسم ملامح الدبلوماسية الإفريقية، حملت زيارة الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، إلى المغرب دلالات عميقة وإشارات سياسية واضحة، بحسب تحليل أستاذ العلوم السياسية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، عبد الغني السرار. هذه الزيارة، التي وصفها السرار بأنها 'ذات أبعاد متعددة المستويات'، تُشير إلى تحول محتمل في ثوابت السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا، لا سيما فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وقال السرار، في حديث مع جريدة 'العمق'، إن زيارة الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، للمغرب 'قد تشكل منطلقا رئيسيا لبداية التحول في ثوابت السياسة الخارجية بجنوب إفريقيا'، خاصة في ما يتصل بقضية الصحراء المغربية.
وأوضح أن هذه الزيارة، التي وصفها بأنها ذات 'دلالات وأبعاد متعددة المستويات'، تحمل في طياتها إشارات سياسية واضحة، من أبرزها ما اعتبره 'اعترافاً صريحا بواقعية وجدية الطرح المغربي من خلال مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الوحيد والواقعي لقضية الوحدة الترابية للمملكة'.
وأشار إلى أن زوما، بصفته أحد الزعماء السياسيين البارزين في جنوب إفريقيا وزعيم حزب 'رمح الأمة'، الذي يتمتع بنفوذ سياسي واسع، أعرب عن تأييده للمقترح المغربي، الذي تشكل مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية مرتكزه الأساسي. معتبرا أن هذا الموقف يمثل 'نقطة تحول في مسار الدعم التاريخي الذي قدمته جنوب إفريقيا سابقاً لجبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر'.
وتوقف الأستاذ الجامعي، عند تأثير هذه الزيارة على طبيعة التحالفات الإقليمية، موضحا أن 'من شأن هذا التحول أن يُضعف المحور الداعم للبوليساريو في إفريقيا، والذي كانت بريتوريا تُعدّ أحد أركانه الأساسية إلى جانب الجزائر'. كما أضاف أن هذا التحول 'يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية وتفوقها في اختراق مواقف دول كانت تعتبر حتى عهد قريب من أبرز خصومها في القارة'.
في السياق ذاته، اعتبر السرار أن زيارة زوما 'تمهد الطريق لمرحلة جديدة في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الرباط وبريتوريا'، بعد سنوات من التوتر، مشيراً إلى إمكانية انبثاق 'مسار جديد من الحوار والتعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين سياسياً واقتصادياً، خاصة في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية في جنوب إفريقيا'.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن زيارة زوما لمصانع السيارات في مدينة طنجة تعكس 'إعجاباً واضحاً بالنموذج الاقتصادي المغربي'، لافتاً إلى أن 'المغرب يتفوق بشكل كبير على نظيره الجنوب إفريقي كأكبر منتج للسيارات في القارة'. ورأى في الزيارة 'تمهيداً لتعاون اقتصادي مستقبلي بين البلدين في مجالات متعددة'.
وأكد على أن 'الواقعية السياسية والمصالح الاقتصادية أصبحا يفرضان نفسيهما في أجندة المواقف والاستقطابات الإيديولوجية'، مشدداً على أن المغرب 'أصبح لاعباً اقتصادياً ذا وزن لا يمكن تجاهله'.