اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
حسم 'الجيش الإسلامي'، مساء أمس الأحد، انتصاره الرمزي في المعركة الختامية لمهرجان الموروس والكريستيانوس بمدينة لاردة، الواقعة في إقليم كتالونيا، وسط أجواء احتفالية استحضرت لحظات من التاريخ الأندلسي المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
وجرت 'المعركة' داخل أسوار كاتدرائية لا سو بيا التاريخية، حيث تحول جسر بونت ليفاديس إلى ساحة استعراض كبرى، تبارز فيها قائد المسلمين 'ماركيز بني هود' ضد القائد المسيحي 'كونت أنجلسولا'، في عرض مسرحي تخللته موسيقى أندلسية وأضواء ومشاهد فنية راقصة، بحضور مئات المتفرجين.
احتفال أم استعادة لذاكرة غائبة؟
ورغم الطابع الاحتفالي للمهرجان، إلا أن فوز 'الموروس' (المسلمين) هذا العام حمل دلالات رمزية بالغة، خصوصا أنه يأتي في وقت يتنامى فيه الجدل في أوروبا حول قضايا الهوية والاندماج والتعدد الثقافي.
فمنح هذا 'النصر' في قلب مدينة كانت تعرف في التاريخ الإسلامي باسم 'مدينة لاريدة' يقرأ كنوع من الاعتراف المتأخر بالإرث الإسلامي الذي طمس طويلا من السردية الرسمية الإسبانية.
رسالة تعايش تتجاوز الماضي
الختام لم يكن بتفوق طرف على آخر، بل بنداء للسلام، حيث جاء في الحوار الختامي على لسان القائدين: 'لماذا نقاتل ونموت بينما يمكننا أن نتعايش ونعمل معا؟ لماذا لا نعيش في سلام؟'.
هكذا تحولت المعركة من مواجهة بين 'مورو' و'كريستيانو' إلى مشهد للتأمل في تاريخ مشترك من التعايش والنزاع، يعاد تقديمه اليوم بلغة ثقافية وفنية.
مغاربة أمام ذاكرة أندلسية حية
وعرف المهرجان حضورا لافتا من الجالية المغربية، التي وجدت في هذه الاحتفالات صدى لذاكرة جماعية لا تزال حاضرة في وجدان المغاربة، خصوصا حين يتردد صدى أسماء مثل 'بني هود' أو تتعالى نغمات قريبة من الموشحات الأندلسية التي لا تزال حية في فاس وتطوان.
احتفالات تعيد رسم الماضي بلغة المستقبل
لا يمكن فصل مهرجان 'الموروس والكريستيانوس' عن سياقه الأندلسي، لكنه اليوم بات منصة لإعادة رسم علاقة إسبانيا بماضيها المتعدد، وللإقرار بأن التاريخ لم يكن أبيض وأسود، بل لوحة فسيفسائية من شعوب وديانات وثقافات تفاعلت لأكثر من 8 قرون.