اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٥
أثارت دفعة من الحافلات المستعملة، التي وصلت مؤخرا إلى مدينة ورزازات وتحمل لافتة 'حافلات مؤقتة'، موجة واسعة من الجدل والانتقادات اللاذعة بين الساكنة والنشطاء المحليين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أزمة متفاقمة يعيشها قطاع النقل الحضري بالمدينة، خاصة بعد فسخ العقد مع الشركة السابقة التي كانت تستغله، والتي طالما اشتكى منها سكان المدينة بسبب رداءة خدماتها وتدهور حالة أسطولها الذي وصفه البعض بـ'المهترئ' و'المعطوب على الدوام'، حتى أن بعضهم أطلق عليها بسخرية لقب 'كلوريتس' نظرا لحجمها وشكلها المتهالك، مما سبب إزعاجا يوميا وغضبا متكررا، لا سيما في صفوف الطلبة والمستخدمين.
وأكد مواطنون تحدثوا لـ'العمق' أن هذه الأزمة تتفاقم في ظل الدينامية التنموية والتوسع العمراني والنمو الديمغرافي الذي تشهده المدينة منذ سنوات، مما يجعل الحاجة ملحة لوسائل نقل حضري كافية وذات جودة. وأشاروا إلى أن معاناتهم من غياب هذه الوسائل هو ما يدفع بهم، إلى جانب الفاعلين الجمعويين، للمطالبة بحلول فورية وجذرية.
وأضافوا أنهم كانوا ينتظرون إوصول دفعة من الحافلات ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة نسبيا كخطوة أولى نحو برنامج لتقوية النقل بالمدينة ووضع حد لمظاهر الفوضى والتراجع، إلا أن طبيعة هذه الحافلات، كونها مستعملة ومحددة بصفة 'مؤقتة'، بددت سريعا الآمال في حل جذري ومستدام، وكشفت عن عمق أزمة النقل الحضري بورزازات وهشاشة المعالجات المعتمدة حتى الآن.
وقوبل وصول هذه الحافلات بموجة انتقادات شديدة على منصات التواصل الاجتماعي. ووصف العديد من النشطاء المحليين هذه الحافلات بـ'خردة متنقلة' و'مهترئة لا تليق بمدينة بحجم ورزازات'، معتبرين أن هذه الخطوة تشكل 'إهانة لكرامة المواطن الورزازي' وتتنافى مع مكانة المدينة وتطلعات ساكنتها.
في هذا السياق، أكد الناشط المحلي محمد ازواو أن الحل المؤقت 'ليس إلا تأجيلا للأزمة'، مشددا على أن 'كرامة المواطن الورزازي لا تؤجل'. وأضاف أن النقل الحضري حق أساسي وليس رفاهية، مستنكرا التعامل مع ورزازات كمدينة هامشية في هذا القطاع، رغم كونها 'رمزا ثقافيا وسياحيا عالميا وتستحق حافلات تليق بمكانتها وبأبنائها'.
من جانبها، عبرت سميرة عدي، في تدوينة لها على فيسبوك، عن 'الاستياء العميق بعد طول انتظار'، قائلة: 'صبرنا لفترة طويلة وفي الأخير أتيتم لنا بحافلات مستعملة وقديمة'. وانتقدت عدي ما وصفته بـ'إهمال مستمر' لمدينة ورزازات رغم دورها الحيوي في الاقتصاد الوطني عبر قطاعات وازنة مثل الطاقة والمناجم والصناعة السينمائية، معربة عن شعورها بالحزن والأسى تجاه الوضع الراهن، وواصفة مدينة ورزازات بـ'المسكينة' التي لا تعامل بشكل عادل.