مشروع طرقي ضخم يربط الجنوب المغربي بعمقه الإفريقي

توشك أشغال إنجاز الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين السمارة وأمكالة على نهايتها، بعد مسار طويل من الأشغال انطلق سنة 2012 بكلفة إجمالية تناهز 59 مليون درهم. ويمتد المشروع على مسافة 93 كيلومترا، متضمناً عدداً من المنشآت الفنية بقيمة 9 ملايين درهم، إلى جانب عمليات تعبيد متعددة المراحل، وصولا إلى المرحلة الرابعة التي توجد حالياً في طور التشوير الطرقي بغلاف مالي يقارب 28 مليون درهم.

وأكدت السلطات المحلية أن تسريع وتيرة الأشغال منذ سنة 2017 جاء استجابة للتوجيهات الملكية، وفي إطار تنزيل المبادرة الأطلسية التي تروم جعل الأقاليم الجنوبية منصة استراتيجية للتواصل مع العمق الإفريقي. فإلى جانب تحسين شروط السلامة الطرقية وتيسير التنقل بين السمارة وأمكالة، يُرتقب أن يشكل هذا المشروع رافعة أساسية لتقوية المبادلات التجارية مع موريتانيا وفتح آفاق اقتصادية جديدة أمام شباب المنطقة.

من جهتهم، يعتبر سكان الأقاليم الجنوبية هذا الطريق بمثابة شريان حياة حقيقي، خصوصاً بالنسبة للفلاحين ومربي الماشية الذين يعولون على هذه البنية التحتية لتسويق منتجاتهم وتحسين أوضاعهم الاقتصادية. كما يرون فيه خطوة نوعية لفك العزلة عن المنطقة ودعم أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية، بما يعزز مكانة الأقاليم الجنوبية كقاطرة للتنمية الوطنية.

ولا يقف أثر المشروع عند حدود البعد المحلي، بل يندرج في صلب الرؤية الاستراتيجية للمغرب، سواء من خلال ترسيخ المبادرة الأطلسية كجسر اقتصادي نحو إفريقيا، أو عبر تقوية البنية التحتية استعدادا لاحتضان مونديال 2030، بما يضمن ربطاً أفضل لمختلف جهات المملكة وتيسير تنقل الجماهير والمستثمرين.