اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
علمت جريدة 'العمق المغربي' من مصادر مطلعة أن الفريق الاستقلالي بمجلس جماعة الدار البيضاء عقد اجتماعا طارئا بحضور قيادات محلية وازنة من حزب الاستقلال، وذلك على خلفية الاستعدادات الجارية لعقد دورة استثنائية يوم غد الثلاثاء، والتي فجرت جدلا واسعا داخل مكونات الأغلبية المسيرة للمجلس.
وبحسب ذات المصادر، فإن الاجتماع تمحور حول النقطة المثيرة للجدل المدرجة في جدول أعمال الدورة، والمتعلقة بنزع ملكية عقار استراتيجي يقع في قلب العاصمة الاقتصادية، وتحديدا في مقاطعة سيدي بليوط.
وسجلت المصادر أن 'العقار المعني تبلغ مساحته 551 مترا مربعا، ويحمل الرسم العقاري عدد 2320D، وتملكه شركة 'ART SEVEN TOWER'، وكان من المقرر تشييد فندق من 14 طابقًا في هذا الموقع الحيوي الذي يطل على ملتقى شارعي الزرقطوني وأنفا'.
وأكدت المصادر أن الفريق الاستقلالي عبر عن رفضه التام لهذه النقطة، معتبرا أن إدراجها في جدول الأعمال محاولة مكشوفة للتنصل من مسؤولية سياسية شائكة، وإلقاء 'كرة من نار' في يد الاستقلاليين، خاصة أن هذه الدورة ستكون حارقة خاصة بعد مطالبة أعضاء مجلس مقاطعة سيدي بليوط بضرورة اشراكهم أولا في دراسة ومناقشة النقطة داخل مجلس عن'.
وأضافت ذات المصادر أن الاستقلاليين يعتبرون أن السياق الذي جاءت فيه الدعوة لعقد الدورة يثير تساؤلات كثيرة، لا سيما أن والي جهة الدار البيضاء-سطات هو من دعا إليها بشكل مفاجئ، مما دفع بعض مكونات الأغلبية، وخصوصا حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، إلى التوجس ومحاولة التملص من رئاسة الدورة، في مشهد يعكس حالة من عدم الانسجام داخل الائتلاف المسير للمجلس الجماعي.
وكشفت المصادر نفسها أن الفريق الاستقلالي يدرس جديا خيار رفض ترؤس الدورة، معتبرا أن مسؤولية اتخاذ قرارات بحجم نزع ملكية عقار صدر بشأنه حكم قضائي لصالح مالكه، تفرض نقاشا أعمق وأكثر شفافية، خاصة أن الجهات الداعية للنزع تقدمت بطلب لمراجعة الحكم القضائي بعد وصوله إلى مرحلة النقض.
وأبرزت المصادر أن الاستقلاليين يستعدون للتعبير بشكل واضح عن امتعاضهم من طريقة تدبير الأغلبية الجماعية للملف، ومن محاولات بعض شركاء التحالف التنصل من المواقف الحاسمة، وترك تبعاتها السياسية لفريق 'حزب الميزان'، في حين أن الموقف من هذه النقطة يحتاج إلى توافق واضح ومسؤول من جميع الأطراف، لا سيما أن الأمر يتعلق بعقار في موقع حساس من المدينة، وتحوم حوله عدة مصالح متشابكة.
وختمت المصادر بأن هذه الدورة الاستثنائية قد تتحول إلى ساحة مواجهة سياسية، ليس فقط بسبب النقطة المدرجة، بل أيضا بسبب الغموض الذي يلف طريقة إدارة المجلس لبعض الملفات الحساسة، مما قد يعمق الهوة بين مكونات الأغلبية، ويفتح الباب أمام تصدعات جديدة في المشهد الجماعي بالدار البيضاء.