اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
تتصاعد الأصوات المطالبة بضرورة ترحيل سوق الدواجن الكائن بالحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، وذلك بسبب المخاطر البيئية والصحية المتزايدة التي يشكلها هذا المرفق على ساكنة المنطقة، حيث أثارت هذه القضية استياء واسعا في الأوساط المدنية والسياسية، مما دفع الفعاليات المحلية إلى مناشدة السلطات لاتخاذ إجراءات حاسمة.
ويشهد محيط سوق الدواجن بالحي المحمدي تدهورا بيئيا ملحوظا، الأمر الذي دفع بالعديد من الفعاليات المدنية والسياسية إلى المطالبة بتدخل عاجل من قبل السلطات المحلية والمنتخبة. وتهدف هذه المطالبات إلى تحديد مصير هذا المرفق الذي أصبح يمثل نقطة جدل رئيسية.
وحمّلت فعاليات سياسية مسؤولة عن تدني المستوى البيئي في المنطقة نائبة عمدة الدار البيضاء المكلفة بقطاع حفظ الصحة والسلامة بالمدينة، نفيسة رمحان، وذلك بسبب ما وصفوه بـ 'إهمالها' لهذا الملف.
وبحسب تصريحات متفرقة لجريدة 'العمق'، أكدت الساكنة المتضررة أن 'هذا المرفق يشكل أزمة بيئية حقيقية في المنطقة، نظرا لما يحمله من أمراض تنفسية وصحية تهدد صحة المواطنين'، فيما حاولت جريدة 'العمق' التواصل مع رمحان للحصول على تعليقها، إلا أنها لم تستجب للاستفسارات المتكررة.
وفي سياق متصل، شدد المهدي لمينية، وهو فاعل سياسي ومدني بارز بمدينة الدار البيضاء، على أن المدينة 'لم تعد تحتمل استمرار بعض المرافق والبنيات التي لم تعد تنسجم مع تطور النسيج الحضري للدار البيضاء، ولا تراعي قيم المواطنة والعيش الكريم'.
ودعا لمينية، في تصريح لجريدة 'العمق'، إلى ضرورة اتخاذ قرارات جريئة من قبل المسؤولين لوقف 'سلسلة المرافق المضرة بالسلامة البيئية والسكينة العامة'، مؤكدا وجود إجماع بين سكان المدينة على الحاجة الملحة للتحرك العاجل من أجل ترحيل عدد من الأسواق والمرافق التي أصبحت تشكل مصدر إزعاج حقيقي للسكان وتهدد النظام البيئي داخل العاصمة الاقتصادية للمملكة، لا سيما في ظل التوسع العمراني المتسارع والضغط المتزايد على البنية التحتية والخدمات.
وأوضح لمينية أن الفاعلين السياسيين والمنتخبين، سواء داخل المجلس الجماعي أو مجالس المقاطعات، 'مطالبون بإظهار قدر من الجرأة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة، حتى وإن كانت غير شعبية في ظاهرها، إلا أنها ضرورية لحماية المصلحة العامة وتحقيق العدالة المجالية داخل المدينة'.
وفي سياق متصل، ثمن لمينية جهود السلطات المحلية، مشيرا إلى أن ما تحقق خلال السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى ترحيل التجمعات السكنية العشوائية وهدم عدد من الأسواق غير المنظمة، يعد خطوة إيجابية. ولكنه اعتبر أن هذا المسار 'لا يزال غير مكتمل'، حيث لا تزال مرافق مثل سوق الدواجن تشكل تحديا بيئيا وصحيا وأمنيا كبيرا.
وأضاف أن سوق الدواجن، على وجه الخصوص، أصبح 'نقطة سوداء داخل المدينة، سواء من حيث تدبير النفايات، أو من حيث التلوث البيئي الذي يخلفه، علاوة على مساهمته في تفاقم الاختناق المروري ببعض المحاور الكبرى، خاصة في أوقات الذروة'، مما يستدعي تحركا مستعجلا من الجهات المسؤولة وعلى رأسها مجلس المدينة.
وأشار لمينية إلى أن دور جماعة الدار البيضاء 'لا يجب أن يقتصر على التنظير أو إطلاق الوعود، بل يجب أن يترجم إلى برامج ميدانية واضحة، مع رصد الموارد اللازمة وتتبع تنفيذ القرارات'، داعيا نائبة العمدة المكلفة بقطاع حفظ الصحة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة والتعاطي الجاد مع هذا الملف الذي بات يثير استياء متزايداً في صفوف المواطنين.
وطالب لمينية بترحيل سوق الدواجن من قلب المدينة أصبحت ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل تحسين جودة الحياة داخل البيضاء، بل أيضا للمساهمة في التخفيف من الضغط المروري وحماية البيئة، في ظل التحولات التي تعرفها المدينة وتطلعات ساكنتها نحو فضاء حضري نظيف، منظم، وآمن'.