اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١١ نيسان ٢٠٢٥
أعربت مجموعة 'ستاندرد تشارترد' البنكية البريطانية عن رغبتها في دخول السوق المغربية، بعد أن شهدت مؤخرا تحولات كبيرة في استراتيجيتها البنكية في إفريقيا.
وقال كريس إغبرينك، المدير التنفيذي والعضو المسؤول عن الأنشطة المصرفية في فرع جنوب إفريقيا، 'بعد أن وسعنا وجودنا في مصر من خلال إنشاء بنك كامل، نحن ندرس الآن دخول بلد أو بلدين آخرين، من بينهم المغرب'.
وحسب ما واضحته مجلة 'جون أفريك' فإن رغبة 'ستاندرد تشارترد' في التوسع إلى المغرب تتزامن مع سلسلة من التحولات في استراتيجيتها على مستوى إفريقيا، ففي الأشهر الأخيرة، قامت المجموعة المالية البريطانية، التي تحتل المرتبة 44 عالميًا من حيث الأصول بقيمة 823 مليار دولار، ببيع فروعها في عدة دول إفريقية مثل أنغولا والكاميرون وغامبيا وسيراليون وتنزانيا لصالح 'أكسيس بنك' النيجيري.
وحسب المصدر ذاته فإن المجموعة تدرس أيضا الانسحاب من بعض الأسواق مثل أوغندا وزامبيا وبوتسوانا، التي تعتبرها أسواقا صغيرة في المشهد البنكي، نتيجة لتشديد القوانين الدولية الخاصة بالقطاع المصرفي، مثل قوانين 'بازل IV' التي فرضت متطلبات أعلى لرأس المال وقيودا أكبر على تقييم المخاطر.
وفي سياق هذا التحول، أوردت المجلة الفرنسية أن الخبراء يرون أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في المغرب يعدان من الأسباب الرئيسية التي تدفع 'ستاندرد تشارترد' للنظر في التوسع داخل المملكة.
كيس كريا، رئيس الشركة المالية 'AlphaMena'، يوضح قائلا: 'المغرب من بين الدول القليلة في القارة التي تنعم باستقرار سياسي، ويزخر بفرص استحواذ وبإمكانات نمو كبيرة، سواء على المدى المتوسط بفضل الأشغال الكبرى المرتبطة بكأس العالم، أو على المدى الطويل بفضل مشاريع الانتقال الطاقي'.
وأكد التقرير أن هذه التصريحات تدعم فكرة أن دخول 'ستاندرد تشارترد' إلى السوق المغربية هو أمر منطقي في إطار الاستراتيجية البنكية التي تركز على قطاعات ذات قيمة مضافة عالية، مثل إدارة الثروات، ومواكبة الشركات الكبرى، وتمويل المشاريع الكبرى، ومن خلال وجودها في جنوب إفريقيا ومصر، تتطلع المجموعة البريطانية الآن إلى تعزيز وجودها في المغرب باعتباره مركزًا ماليا هاما في المنطقة.
بينما قررت 'ستاندرد تشارترد' في مصر عام 2024 إنشاء فرع جديد من الصفر نتيجة تشبع السوق هناك من قبل المستثمرين الإماراتيين، يبدو أن الحل الأسرع والأكثر مردودية في المغرب هو الاستحواذ على بنك محلي.
في هذا السياق، تتنافس المجموعة البريطانية مع 'أكسيس بنك' الذي يظهر هو الآخر اهتماما بالاستحواذ على بنك مغربي، وتطرح عدة أسماء في هذا السياق، من بينها BMCI، سابع أكبر بنك في المغرب والذي يمتلك أصولا بقيمة 7.6 مليار دولار، وكذلك CFG Bank الذي يتمتع بأصول تقدر بنحو 2.2 مليار دولار.
هذا ويعتبر وصول 'ستاندرد تشارترد' إلى المغرب خطوة استراتيجية مهمة للقطاع البنكي المحلي، ويتوقع أن يسهم هذا التوسع في تنشيط السوق البنكي الوطني من خلال التبادل الثقافي والتوسع نحو السوق الآسيوية، التي تحقق فيها المجموعة ما يقارب 80% من إيراداتها، وبدخول بنك عالمي من حجم 'ستاندرد تشارترد'، يمكن أن تنفتح أمام البنوك المغربية فرص جديدة للتعاون وتبادل الخبرات المالية.